بعض الاهالى ورجال الاسعاف ينتظرون ظهور جثث أخرى واصلت القوات البحرية وحرس الحدود عملياتها لتمشيط سواحل وشواطئ مدينة السلوم أمس بحثا عن جثث أخري لغرقي وضحايا مركب الهجرة غير الشرعية المنكوب والتي كانت في طريقها للسواحل الليبية تمهيدا للعبور لجنوب أوروبا وغرقت مساء السبت الماضي بالمياه الليبية قبل الوصول لوجهتها وعلي متنها نحو 40 شابا مصريا ومن جنسيات أخري . حيث عثر الاهالي والصيادون صباح أمس علي جثتين قذف بهما البحر علي الشاطئ بالقرب من مدينة السلوم ليرتفع بذلك عدد الضحايا الي 17 قتيلا.. وأكد عبد الغفار حمد الملاح رئيس مجلس ومدينة السلوم أن الجثتين إحداهما مجهولة تم نقلها لمشرحة السلوم والاخري لشاب يدعي محمد جمال دياب " 17 سنة " من مدينة أطسا بمحافظة الفيوم ..منوها أن أهله تمكنوا من التعرف علي هويته وقاموا بتسلم جثته بعد أن صرحت النيابة بدفنها.. 8 جثث ومن جانبه أكد الدكتور محمد عادل مدير مستشفي السلوم المركزي أنه تم الانتهاء من إصلاح مشرحة مستشفي السلوم المتهالكة لتستوعب الجثث التي يتم إنتشالها من البحر .. مشيرا الي أن المشرحة كانت قد فشلت في إستيعاب العدد المتزايد للجثث خلال اليومين الماضيين.. وقال أن الطاقة الاستيعابية للمشرحة بعد تطويرها هي 8 جثث.. وفي سياق متصل واصل بدو السلوم إستضافة أهالي الضحايا وتقديم كل سبل الدعم لهم في ظل النقص العددي لموظفي الاسعاف والعاملين بمستشفي السلوم.. من ناحية أخري أبدي أهالي الضحايا استياءهم من تأخر إنهاء الاجراءات القانونية لنقل جثة الضحية رقم 17 من الشاطئ الي مشرحة مستشفي السلوم.. كما أشتكوا من بطء إجراءات تسليم الجثث لذويهم.. نحيب الأب "الأخبار " ألتقت بوالد الضحية رقم 16 بعد تعرفه علي جثة أبنه والذي تواجد أمام المستشفي منذ أربعة أيام علي أمل أن يعثر عليه بدلا من أن يعود بجثته .. وبنبرات حزينة تخرج من أعماق قلبه لتهز أرجاء مستشفي السلوم عبر الحاج جمال دياب عن فقده لابنه محمد " 17 سنة " فبكلمات تجمع ما بين الواقع والهذيان قائلا بصوت عال وكأنه يتحدث الي أبنه الغريق :" يا بويا أروح فين .. يا محمد أنت فين .. يا ضنايا .. ضنايا راح مني ماعرفش فين ..كسرت ظهر أبوك بدري " .. ويتمالك الحاج جمال نفسه بعض الشئ الا أن الدموع لا تتوقف من عينيه ويكمل أن أبنه كان يعمل مع شقيقه الاكبر في ورشة نجارة .. مشيرا الي أنه يبلغ من العمر 17 عاما وأتم دراسته هذا العام.. يصمت قليلا حتي بعد أن أعياه الخبر المشئوم ويبدأ في الحديث بصوت ضعيف أن أبنه الفقيد كان الابن الثاني لثلاثة أولاد وأنه لم يكن علي علم بسفره الا قبل برحيله بيوم واحد .. لافتا الي أنه لم يكن يعلم نهاية هذا الرحلة المأسوية وأن سيفقد أبنه الذي قرر الرحيل بحثا عن الرزق أسوة بأهل قريته الذين إشتهروا بسفرهم الي إيطاليا وجلبوا الاموال .. لحظات ويبدأ صوت الحاج جمال في الارتفاع ويبدأ في الحديث كأنه يحدث أبنه محمد بكلمات جعلت المحيطين به يبكون من واقع الحال الصعب وبدأو في تهدئته وتذكيره بأن ما حدث هو قضاء الله. يذكر أن عدد الجثث المتبقية مجهولة الهوية بمشرحة مستشفي السلوم بلغت أربعة جثث بينهم سودانيون بينما تم نقل 9 جثث الي مشرحة مستشفي سيدي براني ينتظرون ذويهم لتسلمهم رغم صعوبة ذلك أن أضاعت المياه ملامحهم ولا يحملون أي أوراق يستدل من خلالها علي هويتهم.. فيما بلغ عدد الجثث التي تم تسليمها الي ذويهم 4 جثث وجميعهم من محافظة الفيوم.