الباعة الجائلون مازلوا يفترشون الطرق والشوارع مبادرة أسواق الىوم الواحد فى مهب الرىح مبادرة جديدة اطلقتها محافظة القاهرة، هدفها اعادة الانضباط الي الشارع المصري بعد ان تحول الي " سمك ..لبن .. تمر هندي " غايتها تحجيم ظاهرة الباعة الجائلين المنتشرة بشكل كبير في كل الشوارع والميادين، وإخلاء الأرصفة للمشاة، وتحقيق السيولة المرورية، انها مبادرة مشروع اسواق اليوم الواحد، التي تقوم علي تخصيص أماكن محددة موزعة علي أيام الأسبوع يتجمع فيها الباعة بحيث يخصص يوم واحد لكل منطقة، بإشراف الأحياء، للقضاء علي العشوائية تمهيداً لتجهيز أسواق بديلة، لكن الباعة الجائلين رفضوا وبشكل قاطع هذه المباردة واعتبروها " وقف حال " وخراب لبيوتهم، وقطع لمصدر رزقهم الوحيد، وتساءلوا كيف يمكن للحكومة ان تقف ضد مصلحتنا، وتحدد لهم يوما واحدا في الاسبوع ليعملوا فيه وباقي ايام الاسبوع بلا عمل، وعبروا عن استيائهم الشديد من هذا القرار وهددوا باعتصام مفتوح امام ديوان المحافظة لالغائه والرجوع عنه »الاخبار« استطلعت آراءهم في هذه المبادرة ونقلت بالكلمة والصورة اوضاعهم ومعاناتهم . هذه المبادرة التي اطلقتها محافظة القاهرة لها خريطة تشمل عدة مواقع يتم تخصيصها لكل يوم من ايام الاسبوع، هي حديقة عمر مكرم بحي غرب وتضم 500 بائع، وساحة العقار 100 شارع 26 يوليو بحي بولاق وتضم 150 بائعا، ومنطقة الألفي بحي الأزبكية وتضم (600 700 بائع )، وساحة الشيخ صالح الجعفري بحي وسط وتضم 1000 بائع، وشارع الطرابيشي بحي الوايلي وبها 200 بائع، وأخيرا منطقة الشريفين بحي عابدين وتضم (1000 1500 بائع). كما تم تخصيص يوم الاثنين من كل أسبوع بحديقة شارع بولاق الجديد حي بولاق وتضم 300 بائع، وشارع العباسية بحي الوايلي ويضم 150 بائعا، وساحة الشيخ صالح الجعفري بحي وسط وبها 1000 بائع، ومنطقة الشريفين بحي عابدين وتضم من 1000 1500 بائع. في حين خصص يوم الثلاثاء من كل اسبوع ليشمل مواقع سور عبدالمنعم رياض بحي غرب، وساحة السكة التجارية (بولاق)، ومنطقة ساحة محور شمال الجمالية وتضم من (2500 3000 بائع )، وأمام جامع السلام بميدان الحسينية بحي وسط، كما تم تخصيص يوم الخميس من كل أسبوع وتشمل المواقع مجمع التحرير وتضم 800 بائع، وساحة الوكالة بحي بولاق وبها 250 بائعا، ومنطقة الألفي بحي الأزبكية وتضم 700 بائع، وحديقة الأزهر بحي وسط وتضم 2000 بائع، وحديقة الأزبكية.. أما يوم الجمعة من كل اسبوع فيشمل عددا من المواقع هي ساحة عبدالمنعم رياض، وأمام وخلف مجمع التحرير، وحديقة عمر مكرم (حي غرب) ومنطقة الألفي، ومنطقة ساحة 26 يوليو وشامبليون، وميدان الفلكي بحي عابدين وتضم 250 بائعا، وحديقة الأزهر، وساحة الشيخ الجعفري، وميدان الظاهر بحي الوايلي، وحديقة الأزبكية وتضم 1500 بائع، ومنطقة الشريفيين بحي عابدين. لن أترك مكاني في البدايه يقول محمد حسن (بائع متجول) في منطقة وسط البلد: أعمل مع أبي هنا منذ أكثر من 37 عاما حتي أصبح هذا المكان جزءا من حياتي، ولن أتركه وأذهب إلي سوق اليوم الواحد لانه لايوجد منه فائدة لانه يوم واحد فقط في الاسبوع وهو يوم الجمعة حسب الخريطة التي وزعتها محافظة القاهرة، وقال علي حد تعبيره "العيشة بقت صعبة" فأنا أحتاج إلي7 ايام في الاسبوع وليس يوما واحدا حتي ألبي وأحقق الحد الادني من مطالب المعيشة والحياة اليومية، ففي عهد النظام السابق لم يحدث مثل هذا فنحن لن نذهب للسوق لاننا متوقعون حدوث مشاجرات بين البائعين والبلطجية لفرض الإتاوة علينا والبائع " الغلبان" هو الذي سيدفع الثمن. وبكل الحزن والاسي التقط مصطفي علي شعبان (بائع نظارات) طرف الحديث معبرا عن رفضه التام لهذه الفكرة التي اطلقتها المحافظة مهددا ان زملاءه من الباعة سينظمون وقفة احتجاجية يوم الاثنين القادم أمام ديوان المحافظة لرفض هذه المبادرة التي اعتبرها "وقف حال " وخراب لبيوتهم، وسيدخلون في اعتصام مفتوح حتي يتم تعديل القرار فيقول : أعمل مع أبي وعمي منذ اكثر من 20 عاما اي منذ طفولتي، فهذا "الفرش" هو ميراثي من ابي ولن أتركها يوما من أجل سوق اليوم الواحد الذي سيكون مكانه في شارع (الشريف) بوسط البلد لانه علي حد قوله لا فائدة منه. معاش للباعة أما كبير البائعين المتجولين بمنطقة وسط البلد والذي يلقبونه زملاؤه بالحاج مغاوري فيطالب د. مرسي بتخصيص معاش لجميع الباعة الجائلين لحمايتهم واسرهم من غدر الزمان، مضيفا : أعمل هنا منذ أكثر من 28 عاما فأنا بائع أقلام غلبان وأعمل بصعوبة فصحتي لم تعد تسعفني علي العمل، ولدي مسئوليات كبيرة وزوجتي تعاني من السرطان منذ أكثر من 5 سنوات، ولايوجد لدي معاش فأنا أكسب لقمة عيشي من وقفتي بهذا المكان والزبائن اعتادوا علي المجئ إليّ في هذا المكان . ويؤكد عادل منصور علي (بائع مستلزمات منزليه ) : انه لايوجد مكسب في أسواق اليوم الواحد وستكون هناك أعمال بلطجة وسنعود للوراء بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي من مبادئها العدالة الاجتماعية، وأقول للمسئولين: أستطيع أن أعمل في مكان صغير اكسب منه رزقي وزرق اولادي بالحلال ولكنني متخوف من عدم توافر هذه الاماكن بعد ان تخصصها لنا المحافظة، خاصة مع انتشار البلطجية في الاسواق والذين يفرضون اتاوات علي الباعة ويستولون علي الاماكن بالقوي ووضع اليد، مطالبا بضرروة توفير سويقات حضارية تكون آمنة وتحت رقابة وسيطرة الدولة لحمايتنا من البلطجية.