قسم جوازات رفح بعد تدميره أمن سيناء من أمن رفح.. بهذه الكلمات تحدث مع بعثة الأخبار أهالي مدينة رفح التي نستطيع أن نطلق عليها مسمي مدينة المتناقضات فهي تعاني فقرا شديدا في مختلف الخدمات ولا يوجد بها أي أنواع من أنواع التنمية وفي نفس الوقت يقتنها الكثير من الأثرياء الذين يمتلكون القصور والسيارات الفارهة.. أشار أهالي مدينة " الأنفاق " كما أطلق عليها بعض السيناوية أن مدينة رفح المصرية تمتد لمسافة 12 كيلو مترا علي الشريط الحدودي لدولة الجوار فلسطين أو رفح الفلسطينية التي يربطها صلة قرابة ونسب مع أهالي رفح المصرية ويعيش أهالي هذه المدينة في هذه المسافة الضيقة علي ما يقرب من 1200 نفق يعبر أسفل الشريط الحدودي حيث تبدأ هذه الأنفاق من منطقة منفذ كرم أبو سالم علي الحدود مع الكيان الصهيوني حتي منطقة البراهمة داخل مدينة رفح ويعمل القائمون علي هذه الأنفاق من الجانب المصري علي تهريب مختلف السلع للجانب الفلسطيني بدءًًا من علب السجائر حتي أحدث أنواع السيارات وهذا ما تسبب في ظهور الثراء الفاحش علي العديد من أهالي المدينة الذين عملوا في مهنة تجارة الأنفاق عدة سنوات وحققوا منها ملايين الجنيهات.. وعلي النقيض تجد المدينة المعدمة تعاني فقرا شديدا في الخدمات والتنمية. شبكات المحمول إسرائيلية وقبيل وصول بعثتنا بقليل إلي مدينة رفح وبالتحديد فور مغادرتنا مدينة الشيخ زويد ببضع كيلو مترات لاحظنا تحويل شبكات المحمول المصرية إلي شبكات المحمول الإسرائيلية لتتحول إلي شبكات " أورانج وسيلكم وجوال " والتي يمتلكها الكيان الصهيوني ليتنامي داخل أهالي رفح شعور العزلة عن الدولة المصرية التي لا يجد لها ممثلون سوي عدد من . مكتب صرافة متنقل بدأت جولة »بعثة الأخبار« من أمام معبر رفح البري حيث تلاحظ وجود عشرات السيارات الملاكي أمامه الذين حضروا لتوصيل القادمين من قطاع غزة إلي أي منطقة في الجمهورية نظير مبلغ مالي مجز.. وتجد أيضا وجود أعداد ليست بالقليلة من المواطنين المصريين الذين حضروا من المدينة للبحث عن مصدر رزق آخر بخلاف الأنفاق.. فمنهم من عمل في تجارة العملة وتجد في يديه مبالغ مالية كبيرة من مختلف أنواع العملة منها الدولار والشيكل والجنيه المصري كل له " زبونه " كما أكد لنا أحد العاملين بهذه المهنة والذي رفض ذكر اسمه مشيرا إلي أنه يعمل بمهنة تاجر العملة هذه منذ 4 سنوات وربح من روائها أموالا لا بأس بها مكنته من بناء منزل 4 طوابق برفح وشراء سيارة حديثة.. ويتراوح سعر الشيكل ما بين جنيه ونصف إلي 2 جنيه مصري علي حسب الموسم.. وتجد بعضا من صبية القرية الذين أحضروا " كروت الشحن " لمختلف شبكات الهواتف المحمولة المصرية منها أو الإسرائيلية أو الفلسطينية للقادمين من غزة أو الداخلين إليها.. الشرطة كافرة وعند دخول مدينة رفح كان الانطباع الأول عنها أنها مدينة خاوية.. فبعد احتراق وتدمير قسم شرطة خلال فترة الانفلات الأمني عقب ثورة 25 يناير إلا أن القسم لا يزال كما هو دون ترميم أو إصلاح للتلفيات برغم مرور أكثر من 18 شهرا علي خلع مبارك.. وقامت القيادات الأمنية باختيار موقع آخر لبناء وتشييد قسم شرطة جديد إلا أن الجماعات التكفيرية الجهادية لم تلبث إلا أن أصدرت بيانا وقامت بتعليقه علي " أساسات " المبني الشرطي الجديد تعلن فيه عن عزمها تدمير أي منشأة تابعة لجهاز الشرطة برفح معتبرة أن من يعمل بهذا الجهاز " كافرا " بحسب رواية أحد أهالي رفح والذي رفض ذكر اسمه.. كما تم أيضا تدمير فرع مصلحة الجوازات والهجرة برفح علي أيدي الجماعات الجهادية لتعلن حربها علي جهاز الشرطة معتبرة أياه بالجهاز الخائن والعميل . الانفاق هي الحل وسط مظاهر الثراء تلك كان لبعثة "الأخبار" وقفة عندها علي كيفية نماء وثراء أهلها بتلك الصورة وفي فترة زمنية قصيرة ليأتي لنا الرد واضحا وجليا " الأنفاق والمعبر " حيث أن الأنفاق تدر علينا دخلا بصورة لا تنقطع ويتراوح الدخل الأسبوعي لصاحب النفق بين 4 الاف إلي 5 الاف جنيه للنفق الخاص بالأفراد ويقول أبو خالد 32 سنة يعمل في منطقة الأنفاق القريبة من النصب التذكاري أن تجارة الأنفاق تجارة مشروعة وليست محرمة حيث أن ما يقوم بتهريبه هو وأقاربه وأصدقاؤه هو عبارة عن مواد البناء المتمثلة في السن والأسمنت وأضاف أن الدخل الأسبوعي للنفق بعد اقتسام نصيب صاحب المخرج من الجانب الفلسطيني يزداد ليصل في بعض الأحيان إلي 9 الاف و 10 الاف جنيه أسبوعيا للأنفاق الخاصة بالبضائع ومواد البناء.. مشيرا إلي أن هناك نوعين آخرين من الأنفاق التي تدر دخلا كبيرا علي أصحابها وهي أنفاق تهريب السيارات ويبلغ عددها 9 انفاق.. لن تلاحظ في المدينة أي مظاهر للحياة المدنية سوي في مشهد المنازل والسيارات التي انتشرت بكثافة في الفترة الأخيرة. ويعاني أهالي مدينة رفح من ندرة المياه التي تأتي بصورة متقطعة أسبوعيا وتأتي عربات المياه لتوزيعها علي الأهالي وسط معاناة حقيقية من ندرتها.. لا عزاء للخدمات وعند دخول المدينة من ميدان " الماسورة " مدخلها الرئيسي شاهدنا الدمار الذي يخيم علي المباني الخدمية بالمدينة بدءًا من معهد رفح الأزهري الذي توقفت فيه أعمال الصيانة منذ عدة سنوات ومكتب بريد رفح المحترق والمنهوب وقصر ثقافة رفح الخرب الذي تسكنه " العناكب ". كما لاحظنا بالقرب من شارع صلاح الدين بوسط المدينة المشهور بتجارة العطارة والتوابل عددا من المنازل المنهارة وبسؤال أهالي المدينة عن سبب انهيار هذه المنازل أكدوا أنها كان يوجد بها عدد من الفتحات بالأنفاق المتصلة بالجانب الفلسطيني والتي أدت إلي انهيارها بسبب العشوائية في حفر هذه الأنفاق .سولار بنزين.. مفيش كما لاحظت بعثة الأخبار أن المدينة لا يوجد بها سوي محطة وقود واحدة بالقرب من النصب التذكاري وبسؤالهم عن وجود بنزين لتزويد سيارة »الأخبار« بالوقود أجابوا "لا سولار ولا بنزين موجود" مؤكدين أنهم يعانون من ندرة الوقود وأن تجارة البنزين والسولار في السوق السوداء حيث تخطي سعر اللتر 4 جنيهات. كما التقت " الأخبار " بسعاد الشاعر 51 سنة بسوق المدينة أو خلال شرائها بعض المستلزمات من السوق والتي استغاثت بنا لكي نقوم بتوصيل صوتها ومعاناتها هي وغيرها من أبناء رفح للمسئولين بخصوص قيام أهالي المنظقة التي تسكن بها بتهريب زلط السن إلي الجانب الفلسطيني مما تسبب في انتشار الغبار الشديد في الجو وداخل المنازل وذلك أدي إلي إصابة الأطفال الصغار بمرض الربو والأمراض الصدرية الخطيرة التي تهدد حياتهم كل لحظة.. مشيرة أيضا إلي أن هذا الغبار أدي إلي تدمير عشرات الأفدنة من زراعات الزيتون التي تعتمد عليها المدينة في استخراج وبيع زيت الزيتون السيناوي عالي الجودة بمختلف أنحاء الجمهورية.