قررت محكمة جنايات بورسعيد امس المنعقدة باكاديمية الشرطة تأجيل نظر قضية مجزرة بورسعيد والمتهم فيها 73 من بينهم كبار القيادات بالنادي المصري ومدير امن بورسعيد السابق وعدد من معاونيه بقتل 74 شخصا واصابة 294 اخرين اثناء مباراة النادي المصري والنادي الاهلي باستاد بورسعيد الي جلسة اليوم لعدم حضور المتهمين من محبسهم نظرا للظروف الامنيه التي تمر بها البلاد ونبهت المحكمةعلي النيابة العامة احضار المتهمين من محبسهم لسماع مرافعة النيابة اليوم والتي كان مقررسماعها قبل شهر رمضان الكريم.. شهدت اولي جلسات المحاكمة بعد اجازة عيد الفطر المبارك حالة من الهدوء النسبي وغياب واضح للقيادات الامنيه التي انشغلت بتأمين القاهرة الكبري وميدان التحرير وقصر الاتحادية وعدد من الميادين الاخري داخل البلاد تحسبا لوقوع ايه اشتباكات وحالات شغب في مظاهرات 24 و25 اغسطس وذلك لم تتم فرض الحراسة الامنيه المشددة كالمعتاد علي مقر اكاديمية الشرطة. ولم يحضر احد من المتهمين من محبسهم ولم يحضر احد من اهالي المتهمين بينما حضر عددمن اهالي الشهداء مرتدين الملابس السوداء رافضين ارتداء ملابس العيد الملونة الا بعد القصاص لدماء ابناءهم الشهداء بدأت الجلسة في تمام الساعة الحادية عشر الا ربع ولم تعتل المحكمة المنصة وقام سكرتير الجلسة باخبار الحاضرين بقرار المحكمة بتأجيل القضية لجلسة اليوم. وهنا صرخت احدي السيدات من اهالي الشهداء واخذت تبكي قائلة حرام عليكوا احنا مش عارفين ننام ودم ولادنا لسه صاحي ولم نشعر بشهر رمضان ولم نذق حلاوة العيد الذي مر علينا لاول مرة بدون ابنائنا ونريد القصاص لدماء ابناءنا . وكان من المقرر ان تستمع المحكمة امس الي مرافعة النيابة العامة ثم تستمع الي مرافعة المدعيين بالحق المدني وذلك في جلسات متعاقبة لحين الانتهاء من مرافعة دفاع المتهمين.. كانت المحكمة برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد قد استجابت لجميع طلبات الدفاع الحاضر عن المتهمين وصرحت لهم بالحصول علي ما ارادوا من مستندات وامرت بتشكيل لجنة فنية وضعت تقريرها حول الحادث والاشرطة المحرزة في القضية كما شاهدت المحكمة في الجلسات الماضية مقاطع الفيديو المقدمة من النيابة العامة والمدعين بالحق المدني ودفاع المتهمين والتي صورت المجزرة اكثر من مرة حتي تتضح الحقيقة واستمعت الي شهود الاثبات وشهود النفي التي طلبهم الدفاع علي مدار اكثر من 15 جلسة لم تكمل فيها المحكمة من سماعهم كما انتقلت المحكمة بنفسها بكامل هيئتها و ورئيس النيابة العامة الي استاد بورسعيد مكان الحادث الاليم وتفقدوا الاستاد وغرف اللاعبين وغرف التحكم و المدرجات بعد ان شاهدت الممر الذي شهد عدد كبير من الوفيات نتيجه التكدس والتدافع و سقوط البوابة التي تم غلقها باستخدام اللحام عقب المباراة وبعدها تم معاينة البوابة والمكان خارج الاستاد الذي تم القاء جماهير نادي الاهلي من اعلي المدرج وقامت بقياس السور الخلفي للمدرج الشرقي وسئل مدير هيئة الاستاد عن المسافه الفاصلة بين المدرج الغربي الذي نزل منه جماهير المصري و بين المدرج الشرقي فرد مدير هيئة الاستاد ان المسافة عبارة عن 110 متر و هي طول الملعب الاخضر بالاضافة الي 100 متر اخري هي عبارة عن التراك الاحمر و3 متر هي المسافه الفاصلة بين البوابات التي تبلغ عددها 6 المؤدية الي المدرج وبين اول مشجع في مقاعد النادي الاهلي وسأله رئيس المحكمة عن الاضواء داخل الاستاد فأجاب مدير الاستاد الي وجود الفنار بجانب الاستاد وهو ما اتاح وجود انارة علي الرغم من قطع التيار عن الكشافات داخل الاستاد وطلب رئيس المحكمة من مدير الاستاد معاينه اماكن وجود الاحتياطي للناديين الاهلي والمصري و المقصورة و غرفة اللاعبين وتوجه رئيس المحكمة الي غرفة اللاعبين عبر الممر و قام بمعاينتها و الطريق المؤدي اليها علي الرغم من انقطاع الكهرباء عن الاستاد كما قام بمعاينه وفض احراز غرقه التحكم الخاصة باللوحة الالكترونية والاذاعة الداخلية وتشغيل كاميرات المراقبة و هي حجرة صغيرة مطله علي الاستاد ثم توجه الي غرفة التحكم الخاصة بالكهرباء والتي تم من خلالها قطع الكهرباء عن الاستاد ثم توجه رئيس المحكمة الي المقصورة الرئيسية للاستاد وطلب الجلوس بها لمعاينه المشهد بالكامل داخل الاستاد بعدها توجه الي المكان المخصص لرابطه مشجعي النادي المصر وهي غرفه مفتوحة خلف المدرج الغربي وحددت جلسة اليوم لسماع المرافعة التي تبدأ بالنيابة العامة ثم المدعين بالحق المدني واخيرا الدفاع الحاضر عن المتهمين وستستمع المحكمة بعد انتهاء المرافعات الي دفاع المتهمين عن انفسهم لتغلق بعدها باب المرافعة نهائيا وتحجز القضية للنطق بالحكم..