لغة جديدة من العنف والنفي والمصادرة باتت تتصدر المشهد السياسي والمشهد الثقافي هذه الايام بصورة حادة.. تهديد حرية التعبير وحرية الابداع، تهديد الحريات العامة ومصادرة الخيال، ومصادرة الثورة ذاتها.. حالة كابوسية مخيفة تقطع التيار الكهربائي، وتطفئ انوار الشوارع والمحلات العامة، وتواصل سياسة الاقصاء والنفي.. وايضا »اهدار الدم« الذي بات طريقة في التعبير عن الرأي، وإحدي مفردات الحوار. في الأسبوع الماضي اغلقت قناة »الفراعين« وقدم »توفيق عكاشة« للمحاكمة بتهمة اهدار دم الرئيس واهانته »ورغم ان توفيق عكاشة هذا لا يقوي أحد عن الدفاع عنه، ولا عن لغته ولا عن أسلوبه ولا أفكاره« إلا ان المنع والمصادرة وتبادل اهدار الدم هو الآخر فضيحة في »زمن العنف«.. وعلي شبكة »اليقين« أيضا افتي الشيخ هاشم اسلام عضو لجنة الفتوي بالازهر باهدار دم المتظاهرين في 42 أغسطس بميدان التحرير، معلنا »ان الثورة التي من المقرر ان تقوم في 42 أغسطس، هي ثورة خوارج وردة عن الديمقراطية والحرية.. من اراد ان يخرج في مليونية اغسطس، هو خارج عن ثورة 52 يناير، خارج بجريمتي الحرابة الكبري، والخيانة العظمي للوطن ولله والرسول والمؤمنين«...!! فتوي الشيخ الازهري فوق عنفها ودمويتها وتعصبها، هي ايضا كاشفة لصورة الازهر في الامساك بالعصا من المنتصف، والسير في ركاب الحكام كل الاحكام، وهو ما ينتهي بهم دائما إلي الوقوف في نهاية الصفوف، لا امكانية للتطوير ولا قدرة علي المبادرة.