اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية السورية في محيط مقر رئاسة الوزراء في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق اثر استهداف المقر بقذائف "ار بي جي"، وذلك بعد ساعات من اعلان الجيش السوري الحر مسئوليته عن تفجيرين استهدفا مقر الاركان العامة بدمشق قرب فندق يقيم فيه مراقبو الاممالمتحدة. فقد أكد مصدر أمني في دمشق وقوع اشتباكات خلف مقر رئاسة الوزراء مشيرا الي ان مبني السفارة الايرانيةالجديدة - الذي لايزال قيد الانشاء- يبعد نحو مائة متر عن المقر. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن دوي انفجار ضخم في منطقة المزة وسط انتشار أمني كثيف. في غضون ذلك، أوضح مسئول مكتب التنسيق والارتباط التابع للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل الرائد ماهر النعيمي ان العملية التي استهدفت مقر الاركان العامة خلال انعقاد اجتماع عسكري فيه أمس تضمنت "تفجيرين أحدهما داخل المقر والثاني خارجه" وقال انه لم يتم تحديد حصيلة الاصابات الناجمة عن العملية لكنه أوضح ان نحو 150 شخصا بينهم عشرة ضباط مسئولين عن قمع المظاهرات يحضرون الاجتماع اليومي للقيادة. وأشار الي ان المقر يضم مخزنا للأسلحة والذخيرة والوقود. وأعلن لواء "الحبيب المصطفي" التابع للجيش الحر ان الهجوم ادي الي مقتل عدد كبير من "شبيحة" الرئيس السوري بشار الأسد والقيادات المتواجدة ضمن الاجتماع الاعتيادي للقيادة. وذكرت وكالة الاسوشيتد برس ان فندق داما روز الذي يقيم فيه مراقبون دوليون تعرض لاضرار بسيطة، وان ثلاث مركبات عسكرية مجاورة للصهريج احترقت بالكامل. وقالت صحيفة لديها ان خمسة اشخاص أصيبوا مشيرة الي فرض طوق أمني حول مكان الانفجار. وقال التلفزيون السوري ان التفجير نجم عن انفجار عبوة ناسفة ملصقة بصهريج مازوت خلف فندق داما روز بالقرب من مرآب هيئة الاركان العامة. واوضح ان الانباء تشير الي سقوط ثلاثة جرحي. واكد ان ايا من اعضاء وفد الاممالمتحدة لم يصب باذي. في الوقت نفسه، قال ناشطون ان مناطق اخري في العاصمة وفي انحاء اخري من سوريا شهدت اعمال العنف. من جانب اخر، فتحت الولاياتالمتحدة في مدينة اسطنبول التركية مكتبا لتقديم المساعدات غير العسكرية للمعارضة السورية. وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة في اسطنبول ان المكتب سيتولي تقييم الاحتياجات الفعلية للمعارضة السورية علي الأرض واجهزة الاتصال للتنسيق بين فصائلها وتقديم دورات تدريبية علي استخدام تلك الاجهزة وحول استخدام وسائل الاعلام وحقوق الإنسان. علي الصعيد السياسي، أكد السفير الأمريكي لدي تركيا فرانسيس ريتشاردوني ان الخيار العسكري في سوريا يجب ان يكون آخر الخيارات. وقال ان واشنطن تعمل علي زيادة التعاون الدولي لمنع نقل اسلحة من ايران الي سوريا.وأوضح ان هناك عقبات قانونية وعملية حقيقية امام اقامة منطقة عازلة او فرض منطقة حظر جوي، وقال "سنعكف علي موضوعات مثل مرحلة انتقالية ومنطقة عازلة في إطار مجلس الأمن بما يتوافق مع القانون الدولي". من جهته، دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس الغرب الي عدم "تخريب" اتفاق جنيف حول مباديء انتقال سياسي في سوريا اقترحه الموفد السابق للجامعة العربية والاممالمتحدة كوفي عنان في نهاية يونيوالماضي . من جانبها، ذكرت صحيفة الشعب الصينية الناطقة باسم الحزب الحاكم ان الصين تأمل في ان تساعد محادثاتها مع مبعوثة الحكومة السورية بثينة شعبان وزيارة مقترحة لممثلي المعارضة في انقاذ احتمالات التوصل لحل للنزاع السوري. وحذرت من أن تأخر الحل السياسي سيدفع الي حرب اهلية أعنف وسيفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط كما حذرت القوي الغربية من الخروج عن مظلة الاممالمتحدة لدي التعامل مع الأزمة السورية. واعتبرت ان الدول الغربية تحول دون التوصل لتسوية النزاع.