قبل أيام فوجئت بصورتي ومجموعة من الاعلاميين، وخبر علي الصفحة الأولي لجريدة الدستور، حول استهداف مجموعة من الاعلاميين (المنشورة صورهم) من قبل جماعة الأخوان المسلمين00 !! لم أفهم ما المقصود تماما بالاستهداف (هل يعني الغضب منهم، أم عقابهم، أم ملاحقتهم ومضايقتهم، أم الأمر أبعد من ذلك) عموما لم يشغلني الخبر كثيرا، صدقه أم كذبه، لم يشغلني الاستهداف، ولم يدهشني، فأنا أيضا استهدف الأخوان المسلمين، وأجاهر بالوقوف ضدهم ، وضد رؤاهم وأفكارهم وتحركاتهم ومصالحهم وأطماعهم السياسية ، أنا أيضا أعارضهم وأعترض عليهم.. لكن ما شغلني بالفعل، شغلني رصده ومتابعته، هو ردود فعل المثقفين، وحجم المبادرات، والأفكار، والخطوات العملية المقترحة لمجابهة محاولات ميليشيات الأخوان في محاصرة الثقافة ، والسيطرة علي الأعلام، حرص المثقفون عبر مبادرات ولقاءات عديدة للمحافظة علي هويتهم وحضورهم، علي اعلان استمرار الصراع ، واستمرار الكتابة والابداع، في مواجهة أشكال المنع والمحاصرة، وتقيد حريات التعبير وربما الحريات العامة ، وفي قرار أغلاق المحلات العامة في التاسعة مساء، اعتداء علي هذة الحريات (والدعوة أو القرار الصادر هذه الايام هو نفسه ما سبق وطالب به حسن البنا في الرسالة الخمسين، من تحديد مواعيد فتح واغلاق المقاهي والمحال العامة، ومراقبة ما يشغل رواده وأرشادهم) مؤتمرات حرية التعبير، واللقاءات المتواصلة يبحث فيها المثقفون، كيفية حماية انجازهم الثقافي وهويتهم، وحماية حريتهم، المبدأ الأساسي لدي المثقفين كما كتب يوما نجيب محفوظ (فليجتمع المثقفون جميعا حول مبدأ واحد، وهو الحرية، لأن الثقافة لا تكون إلا بالحرية، فلنترك جميع خلافاتنا جانبا، ونتفق علي رفع راية الحرية عالية في وجة جميع أشكال العنف والعدوان)0