إبراهيم سعده من تركيا، حيث لجأ إليها، قال اللواء السوري المنشق "مصطفي الشيخ" إن النجاح الذي تحقق للثورة يوم الأربعاء الماضي بتفجير مبني الأمن القومي وأدي لمقتل وزير الدفاع وصهر بشار الأسد وآخرين، أعطي للثوار دفعة قوية نقلتهم إلي قلب العاصمة دمشق، وسيطروا علي مدن أخري خاصة تلك التي تقع علي الحدود مع تركيا والعراق لأول مرة منذ اشتعال الثورة. و وصف اللواء السوري المنشق تلك الانتصارات بأنها " ثمرة خبرة اكتسبت علي مدي أشهر من الصراع، وليس نتيجة لأي امدادات أسلحة جديدة، خاصة ان الاسلحة التي ترد من الخارج ضئيلة بدرجة لا تصنع فرقا". وأضاف اللواء مصطفي الشيخ في تصريحاته مشيراً إلي أن القوة الدافعة التي اكتسبها المعارضون ادت الي تسارع عمليات الانشقاق وان 100الف جندي، علي الاقل، انشقوا حتي الآن من الجيش الذي يبلغ قوامه 320 الف رجل، وهو ما زعزع نظام حكم الأسد، ولا يستبعد عليه استخدام أسلحته المحرمة للانتقام من شعبه! هذا الاحتمال المفزع أقلق شعوب وحكومات الدول القريبة من سوريا والبعيدة عنها. البيت الأبيض الأمريكي أعلن أنه يراقب عن كثب مصير مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية، وأنه يتشاور بشكل مكثف "مع جيران دمشق" وأولها إسرائيل بالطبع للتأكيد علي القلق المتزايد بسبب هذه الاسلحة، ومسئولية سوريا عن تأمينها. وحاول بيان البيت الأبيض طمأنة هؤلاء الجيران معرباً عن اعتقاده حتي الآن بأن مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية "ما زال تحت سيطرة الحكومة السورية، رغم تصاعد عنف هجمات النظام السوري علي شعبه." محاولة البيت الأبيض لطمأنة الرأي العام العالمي لا تستند إلي واقع. فالنظام السوري الذي لا يرمش جفن له مع قتله العشرات من المدنيين يومياً خلال ال16شهراً الماضية، لن يضيره من قريب أو بعيد أن يلجأ إلي استخدام سلاح الدمار الشامل والمحرم دولياً ضد مئات الآلاف من الشعب الذي ابتلي بحكمه إذا تأكد من اقتراب سقوطه، عملاً بمبدأ شمشون القائل: "عليّ وعلي أعدائي قبلي"! هذه الحقيقة ليست خافية علي كاتب بيان البيت الأبيض "الذي يترك للتمني". فقد أكدت قناة ال CNN الأمريكية أن الولاياتالمتحدة سبق لها التأكد عبر صور الأقمار الاصطناعية للتحركات العسكرية، وحصيلة اعتراضها لاتصالات هاتفية تمت بين القيادات العليا السورية بأن نظام الأسد أمر بنقل الأسلحة الكيماوية وتوزيعها داخل البلاد، خاصة تلك التي تشهد سيطرة جيش سوريا الحر، تحضيراً لاستخدامها ضد أهداف مدنية(..). من جانبها.. أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تحت رئاسة هيلاري كلينتون أن "علي سوريا ضمان حماية ترسانتها الكيماوية المنتشرة علي أكثر من 50 موقعاً في طول البلاد وعرضها، شمالها وجنوبها وأن المجتمع الدولي سيحاسب المسئولين السوريين الذين يفشلون في القيام بتوفير هذه الحماية"! وتعتقد الاستخبارات الأمريكية أن ما قاله المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جاء تكراراً لزميله المتحدث باسم البيت الأبيض وكلاهما لم يأت بجديد، و إنما فقط لطمأنة من لا يطمأنون.. و ما أكثرهم. وحتي عندما هددت وزارة هيلاري كلينتون بأن المجتمع الدولي قد يضطر لإرسال قوات علي الأرض لتأمين مواقع أسلحة الدمار الشامل والمحرمة دولياً، فإن هذا التهديد جاء من أجل الاستهلاك الإعلامي.. لا أكثر ولا أقل! .. وللحديث بقية.