ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الحكومة السورية نقلت في الأسبوع الماضي أطنان أسلحتها الكيماوية البشعة المحرمة دولياً وتعد أضخمها علي مستوي العالم من مخابئها التقليدية إلي مكان آخر. لم تحدد الصحيفة سبب نقل تلك الأسلحة. كما لم تنف أو تؤكد ما إذا كان زبانية بشار الأسد ينوون استخدامها في إبادة قطاعات واسعة من السوريين المعارضين، أم أن السبب هو حماية تلك الأسلحة ومنع سقوطها في أيدي الثوار. وسواء كان النقل يرجع لهذا السبب أو ذاك، فإن الحدث نفسه أثار الكثير من القلق في الأوساط العسكرية والسياسية في العواصمالغربية. وكان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي سبق أن حذر الكونجرس في مارس الماضي من أخطار الترسانة الكيماوية السورية، مطالباً في الوقت نفسه بالحرص علي ضمان الإبقاء عليها في مكانها.. حصينة لا تمس. وهناك تقارير تشير إلي أن جهاز المخابرات الأمريكية ومثله في دول أخري يمدون الثوار السوريين، سراً، بالأسلحة و بوسائل الاتصالات المتطورة، لكن الإدارة الأمريكية ذاتها لازالت حتي الآن مترددة، أو غير قادرة، علي القيام بعمل عسكري لوقف المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري المعارض لاستبداد نظام الأسد. ويري المحللون العسكريون الأمريكيون أن تردد وتخبط واشنطون يمكن أن يتغيرا بمجرد استخدام الأسد أسلحته الكيماوية. إذا حدث ذلك فلن يكون أمام إدارة أوباما سوي الدعوة إلي تحرك دولي عسكري شبيهاً بما سبق تحركه من أجل الإطاحة بالديكتاتور الليبي معمر القذافي. الحملة الجوية التي قام بها حلف الأطلنطي ضد ليبيا كانت سهلة وبدون خسائر ضخمة لدول التحالف. الحملة الجوية المتوقعة ضد سوريا لن تكون كما يري هؤلاء المحللون العسكريون الدوليون بهذه السهولة. فالجيش الليبي ودفاعاته الجوية كان في حالة يرثي لها. علي العكس من ذلك فإن الدفاع الجوي السوري جري ويجري تطويره وتحديثه، بعناية ورعاية روسيا، طوال السنوات الخمس الماضية. وهو ما يعني أن الكثير من الطلعات والضربات الجوية المتوقع شنها ضد سوريا ستتعرض لاعتراضات صواريخ الدفاع الجوي مثلما حدث بالنسبة للمقاتلة التركية التي تم اسقاطها منذ أسابيع داخل أو خارج الحدود السورية لكن هذه الاعتراضات لن توقف هجمات التحالف الدولي خاصة إذا لوّح النظام السوري باستخدام أسلحته الكيماوية التي قام بنقلها الأسبوع الماضي إلي مخابيء جديدة. مجلة فورين بوليسي الأمريكية نشرت تقييماً مفصلاً عن الخطورة الكبيرة التي تمثلها ترسانة سوريا الكيماوية، أشارت فيه إلي أن آخر التقارير الاستخبارية تقدر تلك الأسلحة بمئات الأطنان من "غاز الخردل" ، و "غاز الأعصاب". وتعليقاً علي التقييم قال "تشارلز بلير" خبير الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في اتحاد العلماء الأمريكيين إنه يمكن إطلاق هذه الغازات القاتلة بواسطة صواريخ "سكود" قذفاً مدفعياً أو جوياً. .. وللحديث بقية.