في ألمانيا.. الشمس مشرقة ورذاذ المطر ينعش النفوس، وطول النهار إلي ثماني عشرة ساعة يوميا ينعش حيرة وتساؤلات الجالية المصرية حيث يستعد الجميع لاستقبال الشهر الكريم، وسط تساؤلات حول طول ساعات الصيام ، وصعوبة تحري رؤية هلال رمضان ، بحث وتحر، مناقشات حامية ،أسئلة لدار الافتاء المصرية ولا مجيب اجتهد البعض : يمكننا الصوم بتوقيت مصر، وآخر يقول: نصوم علي مواعيد أقرب بلد إلينا ، وثالث يفتي نلتزم بالمواعيد الألمانية ، ولا إجابة شافية ، غير إستفت قلبك وان أفتوك، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها وأنا حائرة فهذه أول مرة يدركني رمضان بعيدا عن مصر التي تركتها منذ حوالي أسبوعين ، لم أكن أتخيل أن أشتاق إليها كل هذا الشوق كنت أعتقد أنها هدنة المقاتل من متابعة أي أخبار، وجدتني أبحث عن مصر في كل جملة ، وفي كل كلمة ، النتيجة دائما لصالح مصر، لا أدري ماذا كنت سأفعل دون هذه الشبكة السحرية ، دائما وسط أهلي وأصدقائي نتحدث، نتناقش، الرئيس عاد بشيماء عادل من أثيوبيا ، ابن الرئيس حصل علي ستة وسبعين في المائة في الثانوية العامة، الرئيس يتجاهل مشكلة المرور، طوابير الغاز لا تشغل بال الرئيس ، مطلوب شقة لكل عروسين يا مرسي، دعوا الرئيس يعمل ، صوموا عن الكلام ، ولاتختلفوا حول تصرفاته ، هكذا قال لنا الألمان! - ثقوا في قدراتكم، قالها د. إيبيلينج رئيس جامعة أولم وهو يرحب بالوفد المصري ويشكرنا علي قبول دعوة الجامعة للاحتفال بمرور ثمانية عشر عاما علي إنشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة ، ذلك الصرح الذي كان حلما في عقل شاب مصري اسمه أشرف منصور ،حفر في الصخر ليصبح حقيقة ، ويصبح المصريون من الطلبة الأكثر تفوقا في الجامعات الألمانية ، أولم ، شتوتجارت ، برلين توبنجن ومنهايم ،وغيرها ، واليوم يكرم الألمان المصريين المؤسسين للجامعة، د. محمود هاشم رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة يقف وسط رؤساء الجامعات الألمانية علي قدم المساواة ، شعور بالفخر والإعتزاز ،الجميع يتحدثون عن مصر ونبوغ المصريين وتفوقهم الأساتذة الألمان يطلقون عليهم لقب العباقرة ، ويفخرون باكتشافاتهم العلمية ، الدكتورة أنيتا شافان وزيرة التعليم والبحث العلمي الألمانية تقول : شباب مصر أثبتوا أنهم ينتمون لحضارة إرتقت بالعالم كله. - خسارة فادحة أن أسافر ومصر فيها سلامة أحمد سلامة صورة من قريب للصراحة والحقيقة وكلمة الحق ، وماما حسن شاه أصدق من جسدت قضايا المرأة في رقة ونعومة وإصرار، وأن أعود إليها وقد غابا إلي الأبد.. لا أملك إلا الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة.