أجريت الانتخابات الليبية أمس وسط أجواء من الفرح والتفاؤل خصوصا في المناطق الغربية من البلاد، بينما اختلفت الصورة نسبيا في بعض مناطق الشرق الليبي الذي ظهرت فيه دعوات الاستقلال وإنشاء كيانات فيدرالية خاصة في مدينة بنغازي مهد الثورة الليبية الذي يطالب سكانها بحكم ذاتي والانفصال عن طرابلس. ومن المتوقع أن تتمخض الانتخابات عن تشكيل جمعية وطنية تتسم بالتنوع يتصدرها مستقلون يمثلون المصالح المحلية المتنافسة. وتمثل هذه الانتخابات اختبارا للاحزاب الاسلامية في ليبيا بعد أن حققت أحزاب مماثلة نجاحات في كل من مصر وتونس بعد انتفاضات الربيع العربي العام الماضي. ومنذ الاطاحة بالقذافي ازدهرت الاحزاب والتنظيمات السياسية التي كانت محظورة في عهده، غير أن غياب استطلاعات الرأي في ليبيا حال دون إعطاء مؤشر علي نسبة التفوق لحزب عن الآخر، لكن اللافت للنظر سيطرة التيارات الإسلامية علي معظم الأحزاب التي تخوض غمار المنافسة علي أعلي مؤسسة تشريعية في البلاد. ويأتي في مقدمة الأحزاب المتنافسة "تحالف القوي الوطنية" وهو ائتلاف ينضوي تحت لوائه 65 حزبا ليبراليا ويتزعمه محمود جبريل وهو رئيس وزراء المعارضة خلال الانتفاضة الليبية والذي درس العلوم السياسية في الولاياتالمتحدة. بالرغم من أن جبريل نفسه لن يخوض هذه الانتخابات. وحزب "العدالة والبناء" وهو الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في ليبيا. ويتزعم الحزب محمد صوان وهو معتقل سياسي سابق في عهد القذافي. ومن المتوقع ان يتلقي الحزب دفعة معنوية في هذه الانتخابات بعد التفوق الذي أحرزته جماعة الإخوان في مصر وتونس. أما "حزب الوطن" فهو جماعة إسلامية يتزعمها القيادي الاسلامي عبد الحكيم بلحاج. وكان بلحاج يتزعم من قبل الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة التي تم حلها والتي قامت بتمرد ضد القذافي في تسعينات القرن الماضي. وخاض بلحاج معارك في صفوف حركة طالبان في افغانستان حيث ارتبط بعدد من كبار اعضاء تنظيم القاعدة. الا انه بات بمنأي عن الجماعة المتشددة منذ ذلك الوقت.