سعىد إسماعىل ما أقرأه في الصحف كل صباح، وما أسمعه في نشرات أخبار الإذاعات والفضائيات طوال النهار، يفقدني القدرة علي إدراك حقيقة ما يجري حولي، ويحيطني بدائرة من الضباب.. الساحة امتلأت بعشرات الزعماء والقادة والمسئولين، الذين يدلون بالتصريحات المتعارضة والمتضاربة، وجميعهم لا صفة رسمية لهم!! ومثلا.. واحد من نشطاء حزب الحرية والعدالة ينفي تكليف الدكتور محمد البرادعي بتشكيل الحكومة الجديدة.. وناشط آخر في نفس الحزب يعلن أن مفاوضات تجري مع البرادعي لإقناعه بتشكيل الحكومة!! ومثلا.. مفتي الجماعة الإسلامية يؤكد عدم وجود كيان حقيقي تحت مسمي »هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر«.. وأن ما تردد بعد مقتل طالب الهندسة في مدينة السويس علي يد اثنين ملتحين لا يعني وجود لتلك الهيئة!! وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعترف في بيان أصدرته أمس بان اثنين من أعضائها »الكرام« سألا الشاب عن سبب سيره مع الفتاة في ساعة متأخرة.. ولم يقتنعا بأنها خطيبته، فضربه أحدهما ضربة خفيفة بعصا صغيرة في يده، ولما رد الشاب بالسب قام أحد العضوين »الكريمين« بضربه بعصا كهربائية، وقام الآخر بضربه بسكين، اعتاد علي حملها للدفاع عن النفس، ولم يكن يقصد قتله، وانصرفا!! ومثلا.. رئيس الجمهورية يعلن انه سيتمكن خلال مئة يوم، من توفير رغيف الخبز، واسطوانة البوتاجاز والبنزين والسولار، واستعادة الأمن، وتنظيم المرور، وإزالة القمامة من الشوارع.. بينما الباعة الجائلون مستمرون في التواجد داخل خيامهم وتحت مظلاتهم في أهم ميادين القاهرة وشوارعها الرئيسية، لبيع الملابس القديمة، والاحذية المستعملة والكنتالوب، والعرقسوس، والكشري، وحمص الشام، والبانجو والحبوب المخدرة والمنشطات الجنسية وحبوب منع الحمل.. وسائقو الميكروباصات خصصوا لسياراتهم مواقف عشوائية عند مطالع ومنازل الكباري، وعلي نواصي أهم شوارع وسط عاصمة مصر المحروسة.. وهم علي أتم استعداد لوضع أصابعهم في عين التخين!! وخالص تحياتي لرجال المرور، ووزير الداخلية، ومحافظ القاهرة أيضا!!