في اكتشاف فيزيائي جوهري، أعلن علماء المختبر الأوروبي للأبحاث النووية "سيرن" عن اكتشاف جسيم جديد دون ذري رجحوا ان ما يطلق عليه اسم "بوزون هيجز" الذي يعتقد أنه اللبنة الأولي في بناء الكون. وفي اطار مشروعه عن تفسير "نشأة الكون" قال العلماء "انهم وجدوا أدلة قوية جدا علي وجود جسيم يفترض انه مسئول عن التحام المكونات الأولية للمادة لتكّون نجوم وكواكب وكل ما يوجد في الحياة. وأضافوا في لقاء علمي وإعلامي ضخم في جنيف حيث مقر المختبر - أن خصائص الجسيم الجديد تتماشي مع جسيم "بوزون هيجز" الذي توقع وجوده العالم الاسكتلندي "بيتر هيجز" عندما أكد نظريا قبل ثلاثة عقود علي ضرورة وجود جسيم مسئول عن التحام مكونات المادة وإعطائها تماسكها وكتلتها. ويطلق العلماء علي ذلك الجسيم الحيوي "العنصر الإلهي". وبحسب نظرية هيجز فإنه بدون الجسيم تبقي مكونات المواد في صورة سائلة، علي ان ذلك الجسيم يعتبر أكثر المواد قدرة علي تسريع حركة الجزيئات. وسيفتح الكشف الجديد الطريق أمام فهم العديد من العمليات الكونية الغامضة عبر شرح أصل كتلة المادة، مما قد يسفر عن إعادة كتابة العديد من المعادلات والنظريات المتعلقة بعلم الأوزان والكتل. ويعتبر "بوزون هيجز" الحلقة المفقودة في سلسلة الفرضيات التي تعيد تشكيل الفهم فيما يتعلق بنشأة الكون قبل أكثر من 13 مليار عام بحسب العلماء. ودعي العالم الإسكتلندي هيجز امس للمؤتمر حيث استقبل بحرارة من جانب العلماء والإعلاميين الذين توافدوا علي القاعة المخصصة طوال الليل. وكان المختبر الأوروبي للأبحاث النووية قد أنشأ مصادم هدرونات ضخم هو أقوي معجل لحركة الجسيمات في العالم بين عامي 1998 و2008 حيث يشارك في أبحاثه علماء من 21 دولة بهدف محاكاة الظروف التي اعقبت الانفجار العظيم الذي نشأ عنه الكون وبالتالي فك طلاسم المادة والطاقة المجهولة ومن