ائتلاف »أنا ضابط شرطة ملتحي«، في انتظار رد من الرئيس محمد مرسي علي رسالة تطالبه بإلغاء قرار وزير الداخلية بإحالة العديد من الضباط بمختلف مديريات الأمن وقطاعات الوزارة للاحتياط، أو الايقاف عن العمل لقيامهم ب »تربية دقونهم«، وإصرارهم علي عدم حلقها (..). وبالأمس سمعنا عن عدد من المضيفين الجويين بشركة مصر للطيران ساروا علي خطي وهوي هؤلاء الضباط وقاموا برفع »دعاوي قضائية امام مجلس الدولة طالبوا فيها بإلزام رئيس مصر للطيران إصدار قرار بالسماح لهم بإطلاق لحاهم، أسوة بنظرائهم من الطيارين في الشركات الأخري«. وبرر المضيفون خصومتهم ب: »إنه سبق ان تقدموا بطلب إلي رئيس الشركة للسماح لهم بإطلاق لحاهم بطريقة مهذبة، إلا ان رئيس الشركة لم يوافق، وهو ما يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويخالف الدستور، في المادة 14، التي تنص علي أن الحرية الشخصية حق طبيعي ومصون، ولا تمس«. وأغرب ما جاء في دعوي »ائتلاف: أنا مضيف جوي ملتحي«، رفضهم وتذمرهم من استمرار التزامهم بحلاقة الذقن قبل كل رحلة، وأثناء الرحلة الطويلة عابرة القارات، والسبب هو خشية سقوط شعر الذقن في الاطعمة التي يقدمونها الي الركاب«. وزعم المضيفون المعترضون علي هذا التقليد المتعارف عليه: شكلا، ونظافة، وصحيا، ان »كافة شركات الطيران العربية والاجنبية تسمح للعاملين فيها بتربية لحاهم دون أدني قيود«. ما زعمه المضيفون المتذمرون ليس صحيحا. فقد شاء قدري عند بلوغي سن الثامنة عشرة أن أركب الطائرة لظروف دراستي الجامعية في الخارج، كما أن المهنة الوحيدة التي مارستها، وما زلت، في خدمة صاحبة الجلالة الصحافة، أتاحت لي فرص السفر جوا مرارا وتكرارا.. حتي بعد ان بلغت من العمر أرذله . المعني: أنني تعاملت في رحلتي المهنية الي عشرات من عواصم قارات الدنيا الخمس مع العديد من طائرات الشركات العربية والأجنبية، ولم أر مضيفا واحدا في كل طائرات تلك الشركات إلا حليق الذقن الغالبية العظمي أو بشارب لافت للأنظار علي طريقة: النجم العالمي الذي لا ينسي: »روبرت تيلور«، أو شارب الممثل المصري الذي كان ولا يزال قدوة، ومثلا أعلي في الاناقة الرجولية لشباب جيلي وما بعده : »أنور وجدي«، وفي مرات عديدة كنت أري داخل طائرة عربية وأجنبية مضيفا جويا لم يكتف بشارب »تيلور« أو »جيبل« أو »أنور وجدي«، وإنما أضاف إليه لحية خفيفة، محددة، تغطي مقدمة ذقنه، لا تمتد سنتي مترا تحتها، ولا تزحف ميللي مترا.. شمالا أو جنوبا! الأهم من هذا كله.. ان سماح شركات الطيران العربية والأجنبية لهؤلاء وأولئك بالشارب أو الذقن أو كليهما كان مشروطا بمواصفات لا علاقة لها من قريب أو بعيد بما يطالب به مضيفو مصر للطيران لاطلاق سراح ذقونهم! شركات الطيران العربية والأجنبية التي أشار اليها مضيفو شركة طيراننا المصرية علي طريقة: »ولا تقربوا الصلاة« لم تعترض علي هذه الرغبة الشخصية، كما لم تكن في حاجة لاجبار أصحابها علي الالتزام بشروط وعادات وتقاليد.. هم اول من سعوا اليها وحافظوا عليها. فهؤلاء الملتحون من مضيفي الشركات العربية والاجنبية حرصوا من تلقاء أنفسهم علي تقصير، وتهذيب، وإخفاء الشعيرات البيضاء أو الابقاء عليها مادام هدفهم الاول والأخير هو لفت أنظار الركاب بأناقتهم، ونظافتهم، ورجولتهم، والجهد الذي بذلوه ويبذلونه قبل كل رحلة في الاعتناء بمظهرهم وصورتهم. شتان الفارق الهائل بين شارب ولحية مضيفي الشركات الأخري، وبين اللحية غير المهذبة، والشارب المحلوق طبقا لتعليمات من لا ضابط لهم ولا رابط في إصدارها كما يطالب حفنة المضيفين الجويين التي ابتليت بهم شركة مصر للطيران! آخر رحلة قمت بها علي متن الطائرة المصرية صدمت خلالها بالمنظر المنفر الذي ظهر عليه احد المضيفين بلحيته التي لا يجرؤ مقص أو مشط علي الاقتراب منها وتمتد حتي الي نهاية رقبته وبداية ظهره! هذا المنظر اضطرني للصيام عن الطعام والحرمان من الشاي طوال الساعات التي استغرقتها الرحلة!