أكد العالم المتحضر بعد ان راقب باهتمام بالغ ما يجري من أحداث علي الساحة المصرية وعلي رأسها انتخاب الرئيس اننا قد فشلنا في دخول مدرسة الديمقراطية العالمية بعد رسوبنا في السنة الأولي وحصولنا علي صفر وهو الثاني لنا بعد صفر المونديال.. جاءت مقررات السنة الأولي ديمقراطية ثقيلة الفهم علي أدمغة المصريين سواء قوي سياسية أو نخبا ثقافية أو مواطنين عاديين وكانت اجاباتهم علي الساحة السياسية أمام الرأي العام العالمي إما اعتراضات علي القانون أو انقسامات حادة ومتطرفة أو فرض الرأي بالقوة أو أمتناعاً ومقاطعة للانتخابات أو احتجاجات فوضوية لا طائل من ورائها وان كل من هب ودب يتحدث في السياسة بلا وعي وطبقا لميوله السياسية حول مرشحا الرئاسة اللذان لم يحصلا علي تأييد المصريين.. وسلوك حملتهما غير الحضاري في طريقة اعلان النتائج وفرض الفوز بالقوة دون اللجوء أو انتظار قرار اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات - الأمر الذي أدي إلي إشاعة الفوضي بين المواطنين وعدم تقبل كل فريق للهزيمة وقد أكدت وسائل الاعلام الدولية ان مصر انقسمت إلي فريقين الأول يتزعمه محمد مرسي العائد وجماعة الإخوان المسلمين إلي الساحة السياسية بعد ثورة 52 يناير في اعقاب صراع طويل علي السلطة مع رؤساء مصر السابقين المنتمين إلي القوات المسلحة والفريق الثاني الذي يتزعمه أحمد شفيق ويمثل في نظر الإخوان خامس رؤساء مصر العسكريين.. منذ عام 2591 عندما نجح الجيش في طرد الملك فاروق وانفرد بالسلطة حتي اليوم بدون مشاركة الإخوان الذين وجدوا ضالتهم المنشودة في نجاح ثورة 52 يناير واسقاطها لرابع رئيس ينتمي للجيش في محاولة للوصول للسلطة التي سلمها حسني مبارك للجيش خوفا منهم وبدأ الصراع بين الطرفين من جديد وكانت الثورة هي كبش الفداء استغلها الإخوان لتجميع كل السلطات في حزبهم والجيش كان لهم بالمرصاد الذي بايعه الثوار لحماية ثورتهم.. وفي ظل هذا الصراع الأزلي وانشغال الطرفين بكسب ود الثورة للوصول للسلطة تناسوا المصلحة الوطنية الكبري حيث نجح اعداء مصر في الداخل والخارج في زرع الفتن وتصدير العنف من خلال دخول السلاح الثقيل لمحافظات مصر ونشر الأفكار الهدامة والشائعات المغرضة التي تؤدي إلي الفوضي والانفلات الأخلاقي والأمني بالاستعانة بالمنظمات الأهلية والدولية والحقوقية والنشطاء السياسيين والآلة الاعلامية الغربية التي تقودها إسرائيل ومن خلال ما تقدم فإن أمن مصر القومي ومصالحها الاستراتيجية تتعرض لاخطار حقيقية - فهل سيعمل الرئيس المنتخب محمد مرسي علي ان تبقي مصر فوق الجميع..؟