استمر أمس التحسن النسبي في صحة الرئيس السابق حسني مبارك المحتجز حاليا بمستشفي المعادي العسكري بعد نقله إليها من مستشفي سجن طرة حيث كان يقضي عقوبة المؤبد.. وأكدت مصادر طبية ل»الأخبار«، ان هناك تحسنا بالفعل لكنه بنسبة طفيفة ويساعد في عبور مبارك مرحلة الخطر بعد تدهور حالته الصحية بصورة كبيرة داخل مستشفي سجن طرة الثلاثاء الماضي.. واضافت المصادر ان مبارك مازال في العناية المركزة ويتم منحه الأدوية التي تمنع اصابته بجلطات في المخ.. كما أن هناك متابعة طبية دقيقة علي مدار الساعة علي الرئيس السابق من خلال فريق طبي من جميع التخصصات بالمستشفي وذلك للوقوف علي اية تطورات تطرأ علي صحته.. كما يتم إعداد تقرير طبي يوميا عن حالته مع استمرار اجراء التحاليل الطبية والاشعة بشكل مستمر. وحول امكانية عودة مبارك مرة أخري إلي مستشفي سجن طرة.. أكدت المصادر ان هذا القرار ليس في يد مسئولي المستشفي لكن كل ما تقوم به متابعة الحالة الصحية لمبارك واعداد التقارير عنها بصورة يومية.. وهذه التقارير متاحة لمن يطلبها.. فالمستشفي مسئول عن المتابعة الصحية لمبارك مثله مثل أي نزيل به والعمل علي علاجه ومواجهة أية تطورات تطرأ علي حالته. وحول الوضع الطبي لمبارك وهل هناك خطورة علي صحته اذا ما عاد إلي مستشفي السجن.. اكدت المصادر ان مبارك تعرض لجطة بالمخ خلال تواجده بمستشفي سجن طرة وكان من الممكن ان تودي بحياته لكنه الآن بمستشفي المعادي العسكري تجاوز شيئا فشيئ مرحلة الخطر.. واضافت المصادر ان اصابة مبارك بالجلطة الدماغية كانت امرا متوقعا طبقا لحالته بل ومن الممكن ان تتجدد تلك الجلطات في أي وقت واذا لم يكن هناك استعدادات طبية لمواجهتها من الممكن ان تؤدي إما إلي اصابته بالشلل الكامل أو موته.. وفسرت المصادر الطبية هذا الوضع قائلة إن مبارك مصاب بذبذبة اذينية وبخلاف ارتشاح بالرئتين هذه الحالة تتسبب في وجود تجمعات بالصفائح الدموية واحداث جلطات داخل الشرايين أو بالمخ وتستمر اما لفترة قصيرة أو طويلة.. وهذا ما يستدعي وجوده داخل غرفة العناية المركزة المجهزة بالامكانيات التي يستطيع من خلالها الاطباء المواجهة الفورية لتلك التطورات التي قد تتكرر كثيرا في حالة حسني مبارك الطبية وايضا لسنه الذي تجاوز 84 عاما مما يزيد من الخطورة المتوقعة. ومن أمام المستشفي سادت حالة من الهدوء الحذر إلا من عدد قليل حضر في الساعات الأولي من صباح أمس من مؤيدي الرئيس المخلوع يحملون صوره ومكثوا ساعتين فقط ثم غادروا المكان بعد تكرار المشادات الكلامية بينهم وبين المارة وقائدي السيارات من معارضي نقل مبارك من مستشفي سجن طرة إلي مستشفي المعادي العسكري واتهام المارة لمؤيدي النظام السابق بالعمالة ضد مصالح الشعب المصري .. ليخلو المشهد تماما أمس من أي مظاهرات وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار مدرعات وعربات الجيش في محيط المستشفي من الداخل في الوقت الذي شهد تخفيف قبضة الأمن علي المستشفي من الخارج .. كما ظهر واضحا تسهيل الإجراءات الأمنية علي الزائرين والحالات المرضية المحجوزة داخل المستشفي بعد أن مر يوم أمس الأول وسط إجراءات أمنية مشددة منعت الكثيرين من الزيارات من أهالي المرضي بسبب إجراءات نقل الرئيس السابق من سجن طرة إلي المستشفي العسكري بالمعادي. لم يشق جدار الصمت أمام المستشفي سوي صيحات بعض المناهضين للرئيس المخلوع حسني مبارك إلي المستشفي العسكري في المسيرات التي انطلقت من عدة مناطق بالقاهرة متوجهة إلي ميدان التحرير معلنة الاعتصام المفتوح لحين إعلان النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية يوم الأحد القادم .. ومرت المسيرات في طريقها إلي التحرير علي المستشفي العسكري وررد المشاركون فيها هتافات مثل " يا عسكري قول الحق .. حسني مريض ولا لأ " .. وأكد عدد من الرافضين لنقل الرئيس السابق إلي مستشفي المعادي العسكري أن ما حدث تمثيلية مكشوفة والواقع أن الرئيس السابق في حالة جيدة ومستقرة كما أعلنت عدد من وكالات الأنباء الدولية وأن المجلس العسكري استغل انشغال المواطنين بنتيجة الانتخابات الرئاسية ونفذ رغبة الرئيس السابق بمغادرة سجن طرة والانتقال إلي أحد المستشفيات التابعة للقوات المسلحة . وانتقد المعارضون لنقل مبارك المعاملة الخاصة التي يلقاها الرئيس السابق ونجليه داخل سجن طرة وهو ما ظهر واضحا خلال نقل مبارك بمرافقة نجلاه إلي مستشفي المعادي العسكري وهو ما لا يحدث مع أي سجين آخر رغم أن المحكمة أصدرت حكمها عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل المتظاهرين في أحداث الثورة وطالبوا بمعاملته كأي سجين آخر وليس معاملة الرئيس.