بالرغم من توقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بسبب سياسة المراوغة والمماطلة وعدم الجدية الإسرائيلية التي حولت المفاوضات إلي مفاوضات عبثية عقيمة غير ذات جدوي!! الا أن المحاولات وبالذات المحاولات الأمريكية مازالت تبذل من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وعقد لقاءات بين مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين دون تحديد مرجعية لهذه المفاوضات أو اللقاءات!!. نحن سبق وأن قلنا بوضوح وموضوعية إنه لا فائدة من استئناف المفاوضات إذا لم يلتزم الجانب الإسرائيلي بمتطلبات السلام وبالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وإذا لم يتخذ خطوات عملية من أجل دفع عملية السلام وإخراجها من الطريق المسدود الذي ادخلته فيه السياسة والممارسات الإسرائيلية، وبالتالي إذا لم يحاول تجاوز الأسباب الحقيقية التي تسببت في تعثر المفاوضات. وقلنا أيضا إذا أريد للمفاوضات النجاح وتحقيق نتائج عملية فلابد أن تكون لها مرجعية تتمثل في ميثاق الأممالمتحدة واتفاقية جنيف وقرارات مجلس الأمن والأممالمتحدة، وأن تجري هذه المفاوضات باشراف طرف ثالث محايد. أما أن تستأنف هذه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وان تعقد لقاءات بين مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين ليستخدمها الجانب الإسرائيلي غطاء لاستكمال مخططه العدواني علي الحقوق الفلسطينية كما فعل في العشرين سنة الماضية التي شهدت المفاوضات دون أن يوقف اجراءات تهويد القدس، ودون أن يتوقف عن الاستيلاء علي الأراضي الفلسطينية واستخدام القوة والعنف والقمع والإرهاب وشن حملات المداهمة والاعتقالات، ودون رفع الحصار المشدد عن قطاع غزة لتجويع أكثر من مليون و600 ألف فلسطيني. فإن عدم استئناف هذه المفاوضات أفضل، وكذلك عدم عقد أي لقاءات فلسطينية إسرائيلية.