وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الجيش والشرطة والشرطة العسكرية شهد شارع كورنيش النيل أمام المحكمة الدستورية العليا بالمعادي صباح أمس توافد العشرات من الشباب المتظاهرين المطالبين بتطبيق قانون العزل السياسي وعدم حل مجلس الشعب .. حيث توافدوا منذ صباح باكر انتظارا للنطق بالحكم في الجلسة التاريخية التي ينتظرها ملايين المصريين .. كما انتشر عدد من الباعة الجائلين الذين حضروا من المناطق المجاورة استثماراًََ للمظاهرة التي كان ينظمها الشباب. وعقب إعلان الحكم الذي يقضي بعدم دستورية قانون العزل السياسي وإقرار حل نسبة الفردي من مجلس الشعب والبالغة ثلث أعضاء البرلمان اشتعلت الأجواء أمام المحكمة الدستورية وقام المتظاهرون بترديد هتافات مثل " يسقط يسقط حكم العسكر .. ثوار أحرار هنكمل المشوار .. المرة دي بجد مش هنسيبها لحد .. علي وعلي وعلي الصوت اللي بيهتف مش هيموت .. مصر دولة مش معسكر .. مسرحية مسرحية الإعادة دي هزلية .. الشعب يريد عزل فلول النظام " وقاموا برفع اللافتات التي تطالب بإقرار قانون العزل السياسي علي الفريق أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية وآخر رئيس وزراء لمصر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك .. وقام عدد من المتظاهرين بقذف رجال الأمن بزجاجات المياة الفارغة واستمروا في ترديد هتافاتهم ضد المجلس العسكري .. مما دفع قوات الأمن إلي الاستعداد تحسبا لأي انفلات أمني حيث تراصت جنود الأمن المركزي والشرطة العسكرية خلف الأسلاك الشائكة. وأكدت الحركات الشبابية المشاركة في الوقفة الاحتجاجية أنه سيتم دراسة رد الفعل المناسب علي قرار المحكمة الدستورية العليا الذي يقضي بعدم دستورية قانون العزل السياسي مشددين علي أن المحكمة لم تراع في قرارها أن مصر تعيش زمن " ثورة " وأن قانون العزل حتمي حتي لا يتم إعادة إنتاج النظام السابق من جديد من خلال وجوه آخري تابعة للرئيس المخلوع مبارك . فيما كثفت قوات الأمن من تواجدها في محيط المحكمة وقامت بإغلاق طريق الكورنيش في الاتجاه القادم من المعادي حلوان والمتجه إلي منطقة وسط المدينة وقاموا بفرض سياج من الأسلاك الشائكة علي جانبي الطريق مما أدي إلي حدوث اختناق في الحالة المرورية بالمنطقة وانتشرت 9 مدرعات تابعة للشرطة العسكرية فضلا علي عشرات من سيارات الأمن المركزي الناقلة للجنود ومصفحات الشرطة في محيط المحكمة وفقا لخطة التأمين التي تم إعدادها بالتنسيق مع الجيش والشرطة. كما انقسم المتظاهرون في أهدافهم من الوقفة التي شارك فيها حركة 6 أبريل والاشتراكيون الثوريون وائتلاف شباب الثورة وائتلاف خريجي الشريعة والقانون والجمعية الوطنية للتغيير وألتراس أهلاوي وائتلاف ثوار المعادي والبساتين وعدد من المستقلين حيث حضر البعض منهم للمطالبة بتطبيق قانون العزل السياسي والبعض الآخر جاء لرفض حل مجلس الشعب معللين ذلك بأنه الجهة الوحيدة المنتخبة من قبل الشعب والتي تحمل شرعية الصندوق حتي الآن. وسط أجواء ساخنة بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانتظارا للحكم الذي سيحدد مستقبل البلاد كانت أناشيد الألتراس ترج أرجاء محيط المحكمة الدستورية حيث رددوا الأغاني المعادية للداخلية والنظام مثلما كانوا يرددوها دائما في مباريات كرة القدم من خلال المدرجات. كما عرف الباعة الجائلون طريقهم إلي محيط المحكمة بالمعادي بعدما نمي إلي علمهم اعتزام بعض ائتلافات شباب الثورة بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مبني المحكمة .. فوضعوا علي الفور خطتهم للانتشار السريع في أوقات الذروة وارتفاع درجة الحرارة بحثا عن الرزق .. وأحضروا كافة المنتجات التي تناسب فصل الصيف مثل " الآيس كريم والمشروبات الغازية والمياه المعدنية والكابات " ولم يغفلوا أيضا منتجات الثورة حيث انتشر عدد من الباعة الذين يقومون برسم علم مصر علي وجوه المتظاهرين والبعض الآخر الذي تفرغ لبيع الأعلام والشارات.