كتبت منذ يومين عن تلميذ الإبتدائي الذي طعن تلميذ الإعدادي طعنة مميتة، وعن الطالب الذي اعتدي علي أستاذه بآلة حادة داخل الفصل.. كآخر »وصلة« من وصلات العنف بين صغارنا التي لاتكاد تخلو صحفنا اليومية من الكشف عن تفاصيل واحدة منها! وعلقت علي تلك الظاهرة المفزعة قائلاً، متشائماًً:»وما دمنا سنواصل حرمان تلاميذنا وطلابنا، من فرص الترفيه والأنشطة الرياضية باختفاء حصصها وملاعبها ومسابقاتها و من حقهم في ممارسة الهوايات الثقافية والعلمية، و الفنون بأنواعها من رسم، ونحت، وموسيقي، وغناء، وتمثيل، وشعر، وخطابة. هذا الحرمان الذي فرضناه علي صغارنا، أجبرهم علي التسمر والتحجر أمام شاشة التليفزيون، وإدمان متابعة الأفلام والمسلسلات وتقمص شخصيات خيالية، أو منحرفة«. وكم كانت سعادتي اليوم عندما تابعت ما بثته وكالة »رويترز« العالمية عن التلميذ المصري:»محمود وائل« 11 عاماً الذي أصبح واحداً من بين أصغر خبراء العالم علي مستوي العالم. الخبر صحيح، لا مبالغة فيه، ولا تزويق أو تزوير. فوكالة »رويترز« أجرت حديثاً مع الطفل »مودي« في منزله بالقاهرة كشف فيه عن مبررات حصوله من »مايكروسوفت« أضخم شركات الإنترنت الأمريكية شهادة نبوغه، وإعجازه، في استخدام تكنولوجيا منتجاتها الإلكترونية، بعد أن تقدم لامتحانها الذي يستغرق عادة ساعتين، لكن »مودي المصري« أنهاه في 12دقيقة فقط! ويزداد الانبهار بنبوغ »محمود وائل« عندما يتحدث عن أحلامه لمراسل »رويترز« قائلاً إنه أصبح جاهزاً ومستعداً الآن للتأهل لمستوي المحترفين في »سيسكو« الذي يشير إلي قدرة المستخدم علي العمل في حلول الشبكات المتطورة، المعقدّة، والتي تؤهل الحاصل عليها للعمل ك »مهندس دعم«، أو »مهندس نظم«، أو »مهندس شبكات«. المهم أن ما حصل عليه الطفل »مودي« من شهادات، حتي الآن، تجعل منه كما تؤكد وكالة الأنباء العالمية واحداً من أصغر خبراء الإنترنت في العالم، كما أوصلته مهاراته إلي المنظمات والجامعات الدولية، وعرضت عليه معاهد في الولاياتالمتحدة، و كندا، و قطر، منحاً دراسية فيها لكنه قرر البقاء في مصر، قائلاً: »إنني أريد أن أساعد آخرين من زملائي علي تحقيق ما حققته«! الدكتور وائل محمود والد »مودي« قال ل»رويترز« إن مهارة ابنه في الحساب بدأت منذ أن بدأ يتعلم المشي. وبعدها رأيناه في المدرسة يجري العمليات الحسابية المعقدة، وأطلق عليه زملاؤه اسم:»مستر كالكيوليتر« رجل الآلة الحاسبة كما نشرت عنه تنويهات في العديد من الصحف. وحسناً فعل موقع »اتحاد الإذاعة والتليفزيون« بإبراز هذا الحدث وأفسح مساحة واسعة لنشر تعليقات القراء الذين تسابقوا لإبداء فرحتهم وسعادتهم وذهولهم بما حققه وسيحققه بإذن الله الطفل المعجزة:محمود وائل في عالم الإنترنت. فالخبر جديد علي أسماعهم وعيونهم بعد أن تعودت، وأدمنت علي سماع ومشاهدة أحداث مؤسفة وقع فيها الصغار نتيجة إهمال أسرهم، وتخلف مدارسهم. من تعليقات القراء التي توقفت أمامها: قال »إبراهيم خميس«: [ربنا يخليك يامودي لأهلك، ويجعلك عون لبلدك، ويرفع من شأنك، وتكون قدوة لشباب مصر ويبعد عنك الحسد، ولك بعدد شعب مصر 80 مليون بوسة]. و كتب أحدهم تحت اسم »الله عليكي يا مصر«، يقول: [نعم.. الله عليكي يا مصر، وعلي ولادك اللي دايماً رافعين رأسك لفوق من أصغر واحد لأكبر واحد. كلنا نحبك يا مصر]. وكتب »محمود إسماعيل« المحامي يقول: [ربنا يوفقك يا حودة ويجعلك في خدمة بلدنا مصر ونشوفك زي د. زويل إن شاء الله وتشرف مصر دايماً ]. ومن »مريم جرجس« : [ربنا يباركك يا مودي وتشرف بلدك زي الدكتور مجدي يعقوب والدكتور أحمد زويل]. وقال القاريء »محمد عبدالمنعم«: [ المصريين أهمّه.. حيوية وعزم وهمة]. وآخرون أبدوا تخوفهم علي مستقبل طفلنا المعجزة، فكتب »حسن نبيل« يقول: [ الأفضل أن يكمل دراسته بره مصر، لأنه هيلاقي هناك الاهتمام الذي يستحقه، ويتمكن من استكمال دراسته في نظام تعليمي ينمي مهاراته ودا أكيد بره مصر]. وآخر بدون توقيع قال: [ أنا معترض علي عدم موافقتك علي السفر للخارج، وأنصحك بالسفر فوراً لزيادة حصيلتك الكمبيوترية، وأرشح لك أمريكا لأنها الأكثر تقدماً في هذا المجال]. وقاريء فضل الكتابة باللغة الإنجليزية، بتوقيع Mahmoud كتب يقول ما معناه بالعربية: [ لا تفوت فرصة السفر إلي الخارج. البقاء هنا سيقتل موهبتك. أرجوك سافر فهذا أفضل لمستقبلك]. ومن »مني« نصيحة تقول فيها: [ ربنا يوفقك يا محمود، وأنا فرحت لأنك قررت البقاء في مصر. بس لو ده هيتعارض مع مصلحتك .. فاذهب إلي أي مكان يقدر قدراتك، ولا تنسي طبعاً بلدك مصر].