أزمة ارتفاع أسعار الغذاء التي تعيشها الأسواق المصرية حاليا هي جزء من أزمة الغذاء العالمي التي أثارت ومازالت تثير مخاوف مختلف الأوساط الدولية حيث أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، في اجتماع طاريء لها قبل يومين، أن التقلبات الحالية في أسعار المواد الغذائية تشكل تهديدا كبيرا للأمن الغذائي وتعرض ما يقرب من مليار شخص للاصابة بأمراض سوء التغذية في العالم.. محذرة من مخاطر الارتفاع المضطرد في أسعار الحبوب واللحوم والسكر.. وتتمثل هذه الأزمة في معاناة الأسواق المصرية في الآونة الأخيرة من ظاهرة انفلات ملحوظ في أسعارالخضر والفاكهة لم يتوقف عليهما فقط بل إنه امتد ليضع اللحوم والحبوب والزيوت والدواجن الحية تحت طائلته .. حيث أكد الخبراء أن الموجات الحارة والصقيعة التي تعرضت لها مصر كان لها آثار سيئة علي معظم الزراعات الأمر الذي أدي إلي قلة الإنتاج لاسيما محاصيل الفاكهة والخضراوات وأن ارتفاع حرارة الجو تسبب في إتلاف كميات كبيرة من مخزونها وأدي إلي انخفاض معدل التكاثر لمعظم محاصيل الخضراوات ترتب عليه انخفاض حاد في إنتاجية محصول الطماطم علي سبيل المثال خلال العام الجاري من 40 طنا للفدان إلي 15 طنا فقط. واتفقت رؤية الخبراء مع التقرير الرسمي الذي أصدره مركز البحوث الزراعية التابع لوزراة الزراعة في أن التغيرات المناخية التي تشهدها مصر أدت إلي انخفاض إنتاجيتها الزراعية بنسبة تجاوزت ال 70 ٪ مقارنة بإنتاجيتها في العام الماضي وهو ما أدي بدوره إلي ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة بطريقة غير مسبوقة وصلت إلي ثلاثة أضعاف سعرها في السابق نتيجة قلة المعروض منها .. فعلي سبيل المثال حققت أسعار العنب زيادة قدرت بنحو 66 ٪ وأسعار الموز 45 ٪.. فيما رصدت دراسة حديثة، أعدتها الغرفة التجارية بمحافظة الشرقية , ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع الغذائية الأساسية علي مدار السنوات الثلاث الماضية تجاوزت ثلث القيمة الحقيقية للأسعار.. وكان من أبرز السلع التي شهدت هذا الارتفاع الأرز المصري السائب الذي بلغت نسبة الزيادة في أسعاره نحو 34 ٪، والفول 22 ٪ والعدس 33٪، والزيت 32 ٪، واللحم 38 ٪، والدواجن الحية البيضاء 39 ٪. وكان الرئيس حسني مبارك قد دق ناقوس الخطر في الكلمة التي ألقاها في قمة الأمن الغذائي العالمي التي انعقدت في روما العام الماضي تجاه قضية الأمن الغذائي علي المستوي العالمي , وأشار إلي أن التعامل مع هذه القضية علي أرض الواقع مرهون بوضع برنامج عمل دولي وفق منظور شامل موجها الدعوة للمجتمع الدولي لشراكة عالمية تتعامل مع مسببات أزمة الغذاء وتداعياتها علي المدي القصير والمتوسط والبعيد وإجراء حوار دولي يؤسس لهذه الشراكة ويطرح حلولا يتفق عليها الجميع ويلتزم بها وتتعامل مع المخاطر التي تواجهها دول العالم .