محمد إمام خلف الله من داخل المتحف المصري بميدان التحرير كنت مرافقا لصديقي الأجنبي الذي يزور مصر والذي كان يحلم بزيارة المتحف بغرض التعرف علي تاريخ مصر الفرعوني عبر رؤية وجوه ملوك مصر الفراعنة الذين حكموها منذ 7 آلاف عام. وأثناء الزيارة نظر لي صديقي بدهشة وغرابة شديدة قائلا ان هذه الوجوه تشبه إلي حد كبير ملامح وجهك مما يؤكد لي ان جذوركم الفرعونية ممتدة في جيناتكم بالرغم من انتمائكم العربي والافريقي واعتناقكم للدين الاسلامي والمسيحي والذي يعد أحد اسرار عظمة شعبكم الذي مازال العالم يتغني بحضارته العريقة التي استمرت وحتي اليوم وجعلت من مصر أم الدنيا. وبعد انتهاء الزيارة تركت صديقي المفتون بالحضارة المصرية.. ذهبت إلي ميدان التحرير أتأمل وادقق في الوجوه الفرعونية الحديثة، متسائلا هل مصرنا العظيمة تستحق ان يحكمها مرسي أو شفيق؟ وكلاهما لم يحصل إلا علي 52٪ من أصوات كل المصريين؟! ولماذا لم يحصل واحد منهما علي الأغلبية 05+1 إذا كان الشعب المصري يريد واحدا منهما؟ ولماذا يحتار المصريون الآن في اختيار الأفضل.. لم أجد اجابة علي هذه التساؤلات إلا اعتراض اجدادي الفراعنة من الملوك والرؤساء الذين اصابت لعنتهم مرسي وشفيق نظرا لوجود المتحف المصري داخل ميدان التحرير الذي انطلقت منه ثورة 52 يناير بأهداف ومبادئ لم يستطع الفراعنة الحاليين تحقيقها بما يتماشي مع مصر الثورة وحضارتها وموقعها الاستراتيجي ودورها التاريخي في قيادة العالم علي مر العصور.. نعم فشل المصريون الجدد في سنة أولي ديمقراطية بالرغم من نجاحهم بامتياز في اداء العملية الانتخابية البرلمانية والرئاسية.. ولكنهم لم يحرزوا نتائج ايجابية لهذا الاداء المتميز حيث جاءوا بمجلسي شعب وشوري يسيطر عليهما جماعة تنتمي لحزب واحد لا يعبر عن جميع فئات الشعب المصري.. ثم تأكد الفشل بعد اختيارهم لمرسي وشفيق اللذان لا يستحقان ان يكون واحد منهما هو أول رئيس يحكم مصر بعد ثورة 52 يناير لأن كليهما سواء اخوان مرسي أو طيران شفيق يمثلان حزبا يسعي بكل الوسائل الشرعية وغير الشرعية للاستحواذ علي السلطة بما يمكنه من الاستمرار في الحكم وخدمة انصاره ومعارضيه مستغلين في ذلك الأمية السياسية والعوذ الاقتصادي ل 05٪ من الشعب المصري الذي يعيش تحت خط الفقر. ومن هذا المنطلق وحتي يرضي اجدادنا الفراعنة فلتذهب لعنتهم يجب ان يتم التوافق علي مجلس رئاسي يضم الاقلية صاحبة ال 52٪ لكل من مرسي وشفيق والأغلبية صاحبة ال 45٪ لكل من حمدين صباحي وأبوالفتوح وعمرو موسي علي ان تكون مرجعية المجلس تحت قيادة الأزهر الشريف والقضاء في ظل رئيس منتخب من المجلس لمدة 4 سنوات وبالتناوب بين كل أعضاء المجلس الخمسة ويتم ادراج ذلك في الدستور الجديد بدلا من الوثائق والعهود والاعلانات المكملة.. بما يجعل مصر تعلو فوق الجميع خاصة بعد الحكم علي مبارك بالسجن المؤبد في ظل ثورة مستمرة للأبد.. ولا عزاء لمرسي وشفيق..