ما أروع هذا الشعب العظيم الذي أنار نور الحضارة للعالم في وقت الظلمات.. ما أروع هذا الشعب الذي قام بثورة سلمية اسقطت نظاما ديكتاتوريا الي الابد ونال اعجاب العالم. ما أروع هذا الشعب الذي ضرب أروع المثل في الديمقراطية في انتخابات الرئاسة التي شهد العالم بنزاهتها.. والمجد للشهداء الذين قدموا ارواحهم فداء لهذه الثورة.. وفداء لهذا العرس الديمقراطي في تاريخ مصر. وما أعجب هذا الشعب وضعنا في مأزق حقيقي، فقد اختار بين الدولة الدينية وبين اعادة انتاج النظام السابق، فقد افرزت نتائج الجولة الاولي من الانتخابات الرئاسية سقوط رموز الثورة من الجولة الاولي والمنافسة في الاعادة بين د. محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين وبين الفريق احمد شفيق آخر رئيس وزراء في حكومة الرئيس السابق حسني مبارك. الديمقراطية قادتنا الي مفترق طرق خطير الي هذا الوضع الصعب والاختيار الشائك الخيار بين الدولة الدينية أو الامارة الافغانية وبين اعادة انتاج النظام الديكتاتوري الاستبدادي السابق بشكل جديد اكثر ديمقراطية وانفتاحا. هذه هي الديمقراطية لها انياب جعلت المصريين حائرين بين اختيار الاخوان وبين اختيار الفلول، اختيار دولة المرشد والرئيس الذي سيذهب الي المرشد لمبايعته قبل ان يذهب الي قصر العروبة.. أو اختيار دولة اعادة انتاج النظام السابق واعادة رئيس طيار علي مقعد رئيس طيار سابق وقبل ان يذهب الي قصر العروبة سيذهب الي المؤسسة العسكرية ليعلن ولاءه لها واستمرار حكم العسكر. كلاهما مر.. دولة المرشد.. ودولة العسكر.. كلاهما اكثر ديكتاتورية.. دولة المرشد التي يمثلها د. محمد مرسي ودولة العسكر التي يمثلها الفريق شفيق. وعلينا باسم الديمقراطية واختيار الصناديق ان نتجرع هذا الدواء المر حتي تنتصر الديمقراطية وتنتصر اهداف الثورة. كلاهما مر النظامان وليس الشخصان وصعب الاختيار بين الدولة الدينية والدولة الاستبدادية حتي ولو بشكل جديد ونيولوك وهذا ما جعل شباب الثورة ينزل الي التحرير بعد اعلان جولة الاعادة بين د. مرسي وشفيق وحتي يزيلا الشكوك والريبة والخوف من المستقبل شارع كل من شفيق ود. مرسي الي طمأنة المصريين بأن الدولة ستكون مدنية وأن الدستور واللجنة التأسيسية لاعداده بتوافق شعبي وان الحكومة ستكون ائتلافية ولجأ المرشحون للسباق علي كرسي الرئاسة في قصر العروبة الي طرق الابواب والمقابلات الشخصية لكسب ود الكتل التصويتية خاصة الاغلبية الصامتة »حزب الكنبة« التي لا تتأثر بالشعارات الدينية أو الليبرالية وكسب اصوات المنافسين الذين خرجوا من سباق الرئاسة. فالاخوان يعملون علي كسب اصوات أبوالفتوح والعوا وشفيق يعمل علي كسب اصوات الاقباط في مقابل الاسلاميين وكسب اصوات عمرو موسي وحمدين صباحي وائتلافات الثورة حيث وعدهم بتصحيح مسار الثورة وعودتها للشباب. هل تسقط دولة المرشد.. أم يسقط حكم العسكر؟! النتيجة في صندوق الانتخاب يومي 61 و71 يونية.. وعلينا أن نحترم إرادة الشعب في الاختيار د. مرسي.. أو الفريق شفيق رئيسا لمصر.