محمد بركات من الواضح من الضجة المثارة في كل مكان الآن، أن مجريات ووقائع الانتخابات الرئاسية، وما أسفرت عنه من حصول الدكتور محمد مرسي، والفريق أحمد شفيق علي المركزين الأول والثاني،بفارق طفيف، وتأهلهما دون غيرهما من المتسابقين لخوض الجولة الثانية والأخيرة من السباق علي منصب رئيس الجمهورية، كان بمثابة المفاجأة الصادمة وغير المتوقعة، لكافة القوي، والجماعات، والأحزاب السياسية المتواجدة علي الساحة. وكذلك أيضاً بالنسبة للنخبة المشتغلة بالشأن العام، والمتحدثة عنه والمحللة له طوال ساعات الليل والنهار، علي القنوات الفضائية وصفحات الصحف، والتي يبدو من حديثها، وردود أفعالها، أنها فوجئت علي غير توقع أو تحسب منها علي الإطلاق بالنتيجة، وتصدر الدكتور والفريق للسباق. ولم يقتصر الأمر علي ذلك، بل فاجأت النتيجة أيضاً كافة المتابعين والمهتمين بالشأن المصري في المنطقة والعالم، الذين تابعوا أحداث ومجريات المعركة الانتخابية للرئاسة في مرحلتها الأولي، بكل تفاصيلها وتطوراتها، وحتي انتهاء عمليات فرز الأصوات، وإعلان نتائجها من اللجان، والتي ستبقي غير رسمية حتي إعلانها من اللجنة العليا للانتخابات، فور الانتهاء من فحص الطعون المقدمة. وهناك بالقطع عذر يمكن التماسه للمتابعين في المنطقة والعالم، في دهشتهم ومفاجأتهم، نظرا لكونهم من غير الملمين والعارفين عن قرب بطبيعة الشخصية المصرية، ودوافعها ومحركات فعلها، وردود أفعالها واختياراتها في اللحظات الحاسمة والفارقة من مسيرتها وتاريخها. إلا أنه لا يوجد أي عذر يمكن التماسه للقوي السياسية المصرية وكذلك النخبة، الذين لم يستطيعوا قراءة الواقع السياسي قراءة صحيحة، رغم أنه كان واضحا لكل من ينظر ويعي بتجرد وموضوعية، ودون أحكام مسبقة، أو إصرار علي تجاهل الحقيقة والواقع لغرض أو هوي. وفي هذا الإطار، ورغم كل الضجة المثارة الآن حول النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات، نستطيع القول بأنه كانت هناك مؤشرات ودلائل كثيرة علي أرض الواقع السياسي تؤكد في مجملها إمكانية تصدر الدكتور والفريق للسباق،وترجح كفتيهما علي غيرهما من المتسابقين،..، ولكن أحدا من القوي السياسية لم ينتبه إليها، ولم يحاول قراءتها قراءة صحيحة. ونواصل غداً إن شاء الله.