صحيفة »واشنطن بوست« الأمريكية // مجلة »ذى إىكونومىست« البرىطانىة في محاولة لقراءة نتائج تصويت المصريين بالخارج ، وربطها بصعود وهبوط منحني شعبية فرسان المقدمة المرشحين للرئاسة ، توصلت صحف العالم خلال الساعات الأخيرة إلي بعض ما اعتبرته مؤشرات لما يجري الآن في الشارع المصري ، من خلال لعبة الكراسي الموسيقية السياسية في مصر ، وتبادل المرشحين لمواقعهم من حيث حجم تأييدهم الشعبي ، قبيل يومين من لحظة الحسم. بعض الصحف ومنها صحيفة »فاينانشيال تايمز« البريطانية اعتبرت أن أهم ما يلفت النظر في الساعات الأخيرة هو تصاعد شعبية حمدين صباحي ولكن دون المساس بشعبية عبد المنعم أبو الفتوح، وإنما علي حساب عمرو موسي، حيث »يأكل« صباحي من رصيد موسي في الشارع أو بمعني أدق »كعكته«، لأن أبو الفتوح - كما تقول هذه الصحف - يتشابه مع حمدين صباحي، بعد أن قدم نموذجا لليبرالية والحضرية يؤكد علي حداثة أبو الفتوح ومشروعه الإسلامي الليبرالي الحديث. وقالت الصحيفة التي وصفت ارتفاع أسهم حمدين صباحي، في نتائج الانتخابات للمغتربين المصريين بأنها كانت مفاجأة.. وتوقعت الصحيفة أن يكون صباحي بديلا لعمرو موسي عند قطاعات هائلة من الناخبين، وقالت إن تقدم صباحي علي موسي في نتائج تصويت المصريين في الخارج يعزز شعبيته علي حساب شعبية موسي ، التي تواجه رفضا من الجماعات العلمانية الليبرالية الثورية التي أطاحت ورموزه ويرون فوز موسي بالرئاسة هزيمة للثورة مما سيجعلهم ينتخبون صباحي الليبرالي كبديل عنه. صحف أخري وفي مقدمتها الأمريكية »واشنطون بوست« وهي ترصد الشارع المصري في الساعات الأخيرة، والربط بين تطوراته فيما يتعلق بشعبية المرشحين قبل بدء التصويت ذهبت إلي أن أسهم عبد المنعم أبو الفتوح تتصاعد بقوة ملحوظة، وأن جولاته بالريف المصري تؤكد هذا الصعود المطرد في أسهمه، وتؤكد أن سر قوة أبو الفتوح - كما توصلت تقارير مراسلي واشنطون بوست وتحليلات مراقبيها وكتابها السياسيين - هي واقعية أبو الفتوح وبساطته المتناهية في مخاطبة رجل الشارع العادي وسكان القري والبلدات، التي استطاع هذا المرشح الذي تصفه ب »الإسلامي المعتدل والمستنير والليبرالي النزعة« الوصول إليهم في عقر دارهم.. وتقول الصحيفة في تقرير لها أمس أيضا إن أبو الفتوح يستطيع مخاطبة العامة بصورة لا يستطيعها إلا صباحي ورغم إجادة عمرو موسي للغة الخطابة هذه، إلا أن الاثنين تفوقا عليه في اليومين الأخيرين وإن كانت كفة أبو الفتوح هنا هي الأرجح. وتظهر بعض الصحف العالمية أمس ومنها »صنداي تلجراف« البريطانية كيف استطاع عبدالمنعم أبو الفتوح وكذلك صباحي كسب أصوات المزيد من المصريين قبل دخول فترة الصمت الانتخابي بالذهاب إليهم في النجوع والكفور والقري والبلدات في أعماق الريف المصري خلال حملتيهما الانتخابية، ليظهرا حجم اهتمامهما الكبير بمعاناتهم اليومية ورغبتيهما الصادقة في مساعدتهم لحل هذه المشاكل ، ووقف ما يتحملونه من معاناة. أما شبكة »بي بي سي« الإخبارية البريطانية فقد أكدت أمس أن نتائج استطلاعات الرأي حول مرشحي الرئاسة المصرية تثير الشك والريبة، ولا تحمل مصداقية كبيرة، أو يمكن أن يعتد بها. وقالت إن الاستطلاعات الأخيرة لا تعطي أي مؤشرات قوية حول هوية الرئيس الجديد، وأن كافة مرشحي الرئاسة المصريين لديهم فرص متساوية حيث »لا يوجد بينهم من يستحق لقب المرشح الأوفر حظا«. وفي الوقت الذي قالت فيه »بي بي سي« إن المرشح الأوفر حظا لم يظهر بعد، وقالت فيه صحيفة »لوس أنجلوس تايمز« الأمريكية إن الانتخابات المصرية غاب عنه ما يطلق عليه عادة في الانتخابات بالحصان الأسود. أما مجلة »ذي إيكونوميست« البريطانية فقد حاولت نقل ما أسمته بحالة القلق والشك التي تسيطر علي المصريين وهم يستعدون لاختيار أول رئيس بعد الثورة، إلا أن ما يدعو للتفاؤل هو أن إجراء هذه الانتخابات عندما يتم في مناخ حر من شأنه أن ينقل مصر نقلة نوعية كبيرة نحو الأمام.