تحتفل قواتنا المسلحة في 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد احياء لذكري شهدائنا الابرار الذين ضحوا بدمائهم وارواحهم في سبيل الوطن.. لقد ماتوا لكي نعيش. ان هذا العيد يعتبر تخليدا للمباديء السامية التي آمن بها شهداؤنا الابرار وضحوا بحياتهم من اجلها، لقد ماتوا لكي توهب لنا الحياة والعزة والكرامة والرفعة والسؤدد، فلو لاشهداء أكتوبر سنة 3791 لكنا مازلنا نرزح تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي.. واذا ذكرنا الفريق عبدالمنعم رياض مثلا الذي استشهد في التاسع من مارس سنة 9691 خلال حرب الاستنزاف ضد العدو الاسرائيلي، وكان في مهمة استطلاعية علي الخطوط الامامية لتذكرنا ان هذا القائد الكبير وهو رئيس اركان حرب القوات المسلحة رفض ان يتابع المعركة من خلال المكاتب البعيدة كما يفعل البعض ولكنه صمم علي ان يكون في مقدمة جنوده وضباطه يتلقي هو الطعنة والضربة الاولي قبل معاونيه، هذه هي مدرسة القوات المسلحة المصرية التي يجب ان نتعلم منها جميعا.. لقد خلد هذا البطل وشيدت له مصر تمثالا في ميدان وسط العاصمة شرف بحمل اسم البطل الشهيد، والموت حق علينا جميعا وكلنا ميتون ولكن ان يموت الانسان منا بطلا شهيدا دفاعا عن وطنه وامته واهله وشعبه فما اسعده وما اخلده في الدنيا والاخرة حي بجوار ربه سعيد مع الملائكة الاطهار راض عن نفسه فخور به اهله، فقد ادي رسالته في الحياة علي خير وجه وأكمل المسعي وسطر بأحرف من نور سجلا هاما في تاريخ وطنه وامته. هذه المباديء العلوية السامية وهذه التعاليم الالهية المقدسة يجب الا تحتفل بها وتخلدها قواتنا المسلحة فقط، والا تكون محصورة في داخل الثكنات العسكرية والحصون والمعسكرات وانما يلزم ان يحتفل بها كل افراد الشعب في جميع محافظات مصر نتعلم منها مباديء التضحية والوفاء والولاء للوطن، تعلمنا الاخلاص لبلدنا واهلنا والعمل ليل نهار من اجل رفعته ومجده ولو ادي هذا الي التضحية بارواحنا، فاذا كان هؤلاء الشهداء العظام قد ضحوا بدمائهم وارواحهم من اجلنا فلا اقل من ان يضحي كل منا بوقته وجهده وعلمه وفكره من أجل خدمة ورفعة وطنه. انني من فوق منبر الصحافة الحرة اطالب بأن يكون يوم الشهيد عيدا قوميا تحتفل به مصر كلها من اقصاها إلي اقصاها وان تقام الصلوات وتستنزل الرحمات. في كل مسجد وكنيسة علي ارواح شهدائنا الاطهار، وان تقام الاحتفالات في كل قرية ونجع من ارض مصر خاصة البلاد والقري التي انجبت هؤلاء الابطال العظماء وهذا تأكيد ايضا لوحدة عنصري الامة مسلمين واقباطا فقد امتزجت دماء القبطي والمسلم في اعظم ملاحم الجهاد والنضال من اجل الوطن والارض التي انبتتهم. واذا ذكرنا الشهداء فلا يمكن ان ننسي شهداء الواجب اخوتنا وابناءنا جنود وضباط الشرطة البواسل، أولئك الذين يتفانون في السهر علي راحتنا وحماية الامن والطمأنينة والاستقرار في ربوع أرضنا، والذين لولاهم لما نعمنا بأمن وهناء ولما وفد الينا سائح او مستثمر ولما عم الرخاء في أرضنا.. كم منهم من يسقط شهيدا كل يوم اثناء مطاردته لعملاء الارهاب والمجرمين وتجار المخدرات والقتلة واللصوص وغيرهم، ومنهم من يفتدي ارواح المواطنين وممتلكاتهم بروحه ودمه.. هؤلاء هم رجال الشرطة الاصلاء وهؤلاء هم أبناء مصر.. وهذه هي مبادئنا التي يجب ان نؤصلها ونجذرها في نفوس الشباب والكبار والصغار كل يوم وفي كل مكان. ولاشك ان تعميم هذا العيد والاحتفال به سنويا مدنيين قبل العسكريين مع اقامة الندوات الشارحة والدروس المستفادة فضلا عن اقامة المزيد من التماثيل لشهدائنا الابرار جنودا وضباطا في كل ارجاء مصر انما يساعد علي تأصيل هذه المباديء وتعميمها بين الشباب وقادة الغد.. تحية لشهدائنا الاطهار ودعوة ان يسكنهم الرحمن فسيح جناته وما اسعدنا عندما نلحق بهم.