د.مدحت العدل الإعلامي اللامع يسري فودة أحب طريقته في الحوار بهدوئه وصوته الخفيض وأدبه الجم فيمن يختلف معه.. مهني محترف لا يفقد المشاهد معه ايقاع الحلقة السريع وغير الباعث علي الملل. كل هذه الصفات انتفت تماما في الحلقة الكارثية التي استضاف فيها المرشح المستبعد حازم أبوإسماعيل حاول يسري بكل ما يملك من ذكاء وهدوء وصبر وسعة صدر أن يجعل الحلقة ناجحة فلم يستطع فالرجل الضيف كان أقوي من أي محاولة - حتي - لاستخراج أي كلام له معني مما يقوله.. الرجل متوتر هجومي عنيف لا يقبل أي كلمة تقال عكس ما يقول يعلم أنه يناور بالكلمات بشكل ممجوج وسمج دون أي شعور بعذاب المشاهدين.. يتكلم في أوراق مزورة ولا يتكلم عن يقينه في ان السيدة والدته أمريكية.. باع مريديه وأنصاره وهاجم الكل وتنصل من الدم العالق في يديه- رغم عدم معارضته فيما يحدث- ولعن الجيش ومجلس الشعب ولجنة الانتخابات وبعض السلفيين ممن هم ضده وأمريكا والعالم أجمع.. كل هذا والذي قد يجعل الحلقة ساخنة- كان في إيقاع ممل ودرجة صوت تبعث علي النفور ونظرات ليس بها أي مسحة من جلال وهيبة الإسلام.. الحقيقة أنا مندهش كيف لمثل هذا الرجل أنصار ومريدوه.. هل وصل غسيل الدماغ لهذا الحد.. وكيف حلم أو أوهم نفسه ان يكون رئيسا لمصر.. إنه ابعد ما يكون عن صفات الرجل الذي نأمل ان يحكمنا وأولي هذه الصفات هي الصدق.. مرت الحلقة التي انتظرها الجميع كأنها دهر علي الرجل يقول أي شئ إلا تلك الغمغمات والنظرات النارية للهادئ والمحترف يسري فودة حتي عندما أراد الشيخ ان يزايد عليه في شهيد العباسية رفض يسري الرد وتوالت التعليقات علي التايم لاين في تويتر تشكو يسري إلي الله لماذا أضاع علينا كل هذا الوقت مع كل هذا العبث.. ولأن الشئ بالشئ يذكر فقد كان علي قناة أخري وعلي الهواء قبل برنامج يسري المرشح المفضل لي شخصيا الأستاذ حمدين صباحي.. وياللا الفارق الرهيب في كل شئ.. حمدين واضح شجاع يعلم تماما ما يتكلم عنه.. هادئ.. هدوء الواثق.. لم يتنصل من أي كلمة أو موقف سابق بل شرح كل شئ بايجاز ولكن بوضوح له برنامجه الذي عمل عليه مع خبراء في كل النواحي.. ودرسه حمدين جيدا لذا تري كلامه ممنهجا يصل لعقل وقلب الناس في بساطة آسرة لم يتلجلج في اجابة أو يناور أو يتكلم بعصبية أو جهل لذلك فقد امتلأ التايم لاين بالتعليقات التي تمدحه حتي من كثير من أنصار الدكتور أبوالفتوح ومنهم صديقي العزيز والوطني المخلص والمخرج المبدع محمد دياب.. وارتفعت نسبة المعجبين بحمدين والمناصرين له بعد تلك الحلقة بشكل مذهل.. ألمح ذلك في جلسات المقاهي وسائقي التاكسيات والناس العادية التي أتعامل معها.. حمدين له تاريخ يشرف أي إنسان منذ أن كان طالبا ثم رئيسا لاتحاد طلبة الجمهورية ثم عضو مجلس شعب.. له مشروعه الاجتماعي العظيم الذي يحتاجه الشعب المصري.. فعلا حمدين صباحي واحد مننا.. وبمناسبة الظهور المتوالي لمرشحي الرئاسة فقد شاهدت أيضا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وأنا أجل هذا الرجل وأحترمه وألمس الصدق في أحاديثه ولكني عاتب عليه لبعض الحدة في الحديث عن جماعة الإخوان وعن مرض حمدين صباحي وعاتب ايضا عليه لمحاولة الوصول لكل التيارات الموجودة حتي لو لم تتفق ورؤاه فهو يحاول الوصول للسلفيين ويحاول الوصول لليبراليين أي يجمع بين الضدين وطبعا هناك آخرون يحاول الوصول إليهم والحقيقة ان هذا - في رأيي- ضد المبادئ.. انت كمرشح لك وجهة نظر في كل شئ اقتصاد.. سياسة.. سياحة.. فن إلخ. وهي بالقطع تختلف عن رؤيه آخرين - لا مانع من أرضية مشتركة- لكن تجد نفسك مع كل هؤلاء متفقا ومتطابقا فهو تناقض أرجو ان يراجع نفسه فيه لانه بدأ يفقد كثيرا من معجبيه وسوف أضرب مثلا بانتخابات الرئاسة الفرنسية.. هولاند اليساري لم يطلب أصوات اليمين بل ظل علي مبدأه وكذلك فعل ساركوزي ولم يطلب أو يسع لتبادل مصالح مع أصوات اليسار لذلك كان الفارق بينهما لصالح هولاند لايزيد علي 3٪ وهذه هي قواعد اللعبة الصحيحة وهذا يعني ان المعارضين في الفترة القادمة في البرلمان تقريبا نفس عدد الذين يحكمون.. أما أن يطلب كل التيارات حتي المختلفة معك فكرا فهذا يؤدي لديكتاتورية وتبادل مصالح تؤدي بنا لأسوأ العواقب.. أرجو أن يراجع الرجل الوطني المحسوب علي الثورة د. عبدالمنعم أبوالفتوح نفسه كي لا يخسر أكثر وأكثر ويعلم الله أني أحبه وما أردت إلا الصالح لمصر- طبعا لم أتكلم عن شفيق أو موسي لأني أجد من العار ان يحكم مصر أي شخص خارج قطار الثورة- وتكملة لحمدين وأبوالفتوح وقد كنت أتمني ان يتوافقا لأن في هذا نجاح للثورة ومدام لم يحدث فقد علمت أن حمدين طلب مناظرة أبوالفتوح وموسي علي الهواء ورفض الاثنان.. واعذر موسي لانه لن يستطيع ان يناظر حمدين لكن لا أعذر أبوالفتوح فمن حق مؤيديه قبل معارضيه أن يروا مرشحهم وهو يصد ويرد ويشرح مقابل تيار مختلف عنه.. هذا مطلب شعبي لا تملك حياله يا دكتور حق الرفض.. وبصراحة هتف الشباب بكلمة كتبتها علي تويتر.. اللي خايف.. يروح.