عادت الحركة المرورية الي طبيعتها بعد ان سادت حالة من الهدوء بميدان العباسية وشارع الخليفة المأمون صباح امس بعد احداث اول امس وقيام قوات الجيش والشرطة بالسيطرة علي الميدان وفض الاعتصام بالقوة واجبار المتظاهرون علي التقهقر والعودة الي ميدان التحرير مرة اخري.. وشهد الميدان سيولة في الحركة المرورية بعد فتح شارع الخليفة المأمون مرة اخري امام حركة سير السيارات والمارة بعد اسبوع كامل علي اغلاقه.. المشهد بشارع الخليفة المأمون يسوده حالة من الهدوء التام وسط اعمال رفع مخلفات الاشتباكات التي دارت خلال الايام الماضية حيث قامت هيئة تجميل ونظافة القاهرة برفع اشغالات الطريق واعادة المشهد الحضاري للشارع من خلال تقليم الاشجار ورفع المخلفات. في نفس السياق انتشرت قوات الشرطة العسكرية وجنود الجيش بكثافة وسط تأمين كامل لمباني جامعة عين شمس التي اغلقت ابوابها وتم تأجيل الدراسة فيها نظرا لاعتصام مئات المتظاهرين خلال الاسبوع الماضي امام مقر الجامعة.. وقام عمال الحي بطلاء اسوار جامعة عين شمس ومستشفي الجامعة بعد قيام المتظاهرون بكتابة العبارات الثورية عليها مثل »يسقط يسقط حكم العسكر، الجيش المصري تبعنا.. المجلس مش تبعنا«. كما انتشرت قوات الامن في محيط وزارة الدفاع بكثافة وتم تشديد الاجراءات الامنية حول الوزارة وشارع امتداد رمسيس بمنطقة مسجد النور والتي تحولت الي منطقة اشبه بثكنة عسكرية نظرا للانتشار المكثف لسيارات الشرطة العسكرية ومصفحات ومدرعات الجيش والشرطة واقامت قوات الامن الاسلاك الشائكة امام مسجد النور لمنع وصول اي تجمعات او مسيرات باتجاه وزارة الدفاع. عادت الحياة الي طبيعتها مرة اخري بشارع العباسية وميدان عبده باشا بعد فض الاعتصام اول امس ليمارس المواطنون حياتهم بصورة طبيعية جدا حيث فتحت المحلات ابوابها مرة اخري.. واكد اصحاب المحلات ل»الأخبار« ان تجارتهم اصابها الركود من جراء الاحداث الاخيرة المؤسفة التي شهدتها منطقة العباسية.. فيقول احمد عبدالحميد 93 سنة صاحب احد المحلات بشارع العباسية انه اغلق محله منذ 4 أيام خوفا من تعرضه للتلف من جراء الاشتباكات التي شهدها الميدان الاسبوع الماضي.. واطمأن اليوم بعد قيام قوات الجيش بفض الاعتصام ففتح محله منذ صباح امس.. ويضيف حسن محمود 54 سنة صاحب شركة رحلات ان مقر شركته تعرض للاتلاف نتيجة الاشتباكات الطاحنة التي دارت اول امس مؤكدا انه لم يحزن بسبب الخسائر التي لحقت بشركته.. ولكن مصدر حزنه الاكبر هو حال مصر التي تشهد احداثا مؤسفة منذ تنحي المخلوع مبارك ويتمني حسن ان تسود البلاد حالة الهدوء وان يعود الامن مرة اخري لبلد الامن والامان.. كما فتح محطة مترو العباسية ابوابه بعد اغلاق دام لمدة 4 أيام بسبب الاحداث الاخيرة وشهدت محطة الاتوبيس الخاصة بهيئة النقل العام نشاطا ملحوظا صباح امس حيث انتشرت اوتوبيسات الهيئة وسط حالة من الهدوء التام بالمنطقة ويعود الباعة الجائلون مرة اخري الي المشهد. فيما فتحت مستشفي جامعة عين شمس ابوابها مرة اخري لاستقبال المرضي واسرهم الذين لم يستطيعوا ان يأتوا لزيارة ذويهم من جراء الاعتصام.. مؤكدين ان الاسبوع الماضي كان من اصعب الاوقات التي قضوها رعبا وخوفا علي ذويهم المرضي.. والتقت »الأخبار« مع تهاني محمود 74 سنة وتقول: انها حضرت لزيارة نجلها الذي كان يجري عملية جراحية بالمستشفي امس ولكنها لم تستطع زيارته خلال الاسبوع الماضي بسبب الاعتصام.. وتضيف نجلاء عبدالعظيم 65 سنة انها تحضر الي مستشفي جامعة عين 3 أيام في الاسبوع لتقوم »بغسيل الكلي« ولكنها لم تستطع الحضور طيلة الاسبوع الماضي بسبب الاعتصام لتؤكد ان المعاناة هي اقل كلمة يمكن ان يوصف بها حالة المرضي او ذويهم وتطالب القوي الثورية والشباب المصري ان يهدأ قليلا مؤكدة ان المجلس العسكري وعد بتسليم السلطة في 03 يونيو المقبل وان الوقت ليس ببعيد.