علاء عبدالوهاب في حدود علمي، وعلم معظم المصريين، فإن المخلوع لم يكن يمثل بالنسبة للكيان الصهيوني أي مصدر للازعاج. من ثم فإن شهادة إسرائيلية لأي من مرشحي الرئاسة بأنه سوف يسير علي نهج مبارك، لا تعني إلا تزكية مبعثها الاطمئنان إلي أنه سيكون خير خلف لخير سلف، طبعاً بمعايير تل ابيب! البروفيسور الإسرائيلي يورام ميتال استاذ سياسة بجامعة بن جوريون، لكن صفته الأهم أنه صديق للسيد عمرو موسي المرشح الرئاسي يباهي القائمون علي حملته بالشهادة لموسي أنه سيلتزم بنهج مبارك في تجميد العلاقات السياسية مع إسرائيل، لتقتصر وبقوة علي مسار التعاون الأمني والعسكري فقط، أظن أكثر من ذلك منتهي الطمع!..بالذمة، ما الذي يدعو للفخر في شهادة من هذا النوع؟! لم نسمع - مثلاً - أن موسي لوح ولو لمرة واحدة باستقالته حين أقدمت إسرائيل علي أي انتهاك أو إهانة تجاه مصر أو العرب، كل ما هناك أن الرجل كان يلعب دوره المرسوم بمنتهي الذكاء ولحسابه قبل النظام ورئيسه، وحين اكتشف المخلوع أبعاد اللعبة أزاحه اميناً للجامعة العربية، يا سلام علي غضب الرؤساء! إذا كان أي مصري يتذكر خلافاً مبدئيا رفض خلاله موسي سياسات التبعية والتفريط التي مارسها نظام المخلوع، لا نطلب سوي إشارة إلي موقف يتيم لعله يشفع في هذا السياق، وينفي عن موسي ما تصورته حملته إشادة، فالسير علي نهج مبارك لا يعدو كونه تبشيراً ب »كنز استراتيجي لإسرائيل«، في نسخته الذكية، ثم هل سمع عاقل أن وزير خارجية كان معارضاً حقيقياً لنظامه واستمر في موقعه 10 سنوات؟ وهل نسي المصريون تأكيد موسي علي أن صوته محجوز لمبارك إذا ما ترشح لولاية سادسة؟! فعلاً، انه خير خلف لأسوأ سلف، لكن بالمعيار الوطني هذه المرة.