منذ فترة جاءتني رسالة بالبريد الإلكتروني تبحث في أصل كلمة »أرب أيدول -arab idol « ولم ألق لها بالا كثيرا.. لأنني لم أكن أعرف عن هذا البرنامج شيئا.. ولكن مع مرور الوقت وسريان اسمه علي ألسنة البعض.. ومشاركة مصريين فيه.. نشأت لدي رغبة في رؤيته .. ورجعت أبحث عن الإيميل لإعادة قراءته .. وفي الأثناء وبعيدا عن عقلية المؤامرة.. ثارت في نفسي بعض الخواطر.. أولا.. أصل البرنامج " أمريكان أيدول" وهو نسخة أمريكية من البرنامج البريطانيPop Idol تم بثه لأول مرة علي قناة Fox الأمريكية في عام 2002.. ومنذ بثه والبرنامج يحصد النجاحات تلو الأخري.. ويعتبر من أكثر البرامج مشاهدة في تاريخ البرامج الأمريكية.. حيث يقدر معدل مشاهدة الحلقة الواحدة بأكثر من 20 مليون مشاهد.. فكرة البرنامج تقوم علي العثور علي "مغنين" ذوي أصوات مميزة في كل أنحاء البلاد .. وفي النهاية المشاهد هو من يقرر الفائز وذلك عبر الSMS الرسائل القصيرة.. ويبدو أن البرنامج في نسخته الأجنبية عاني من التخبطات الكثيرة منها عدم موافقة أي قناة علي بث البرنامج إلا Fox التي قدّرت قيمته وبفضله ارتفع ميزانها التجاري.. حيث يدرّ البرنامج علي طاقمه بالكثير من المال نتيجة للإعلانات التجارية والفنية والعروض الكبيرة .. وقد التقطت الرسالة قناة إم بي سي .. وأنتجته في نسخته العربية.. ولا ينكر أحد أنه أحرز نجاحا كبيرا في أوساط الشباب .. وسلب لب الكثيرين.. حتي قيل ان مواطنا سعوديا قام بالتصويت للمتسابقة كارمن سليمان المصرية بمبلغ 150 ألف ريال ليزيد من فرصها في الفوز بالمركز الأول في البرنامج!. ثانيا.. البرنامج ترفيهي ويدر أموالا كثيرة علي منتجيه.. وهذا قد يكون سببا وجيها لإنتاجه بحثا عن الربح الوفير.. ولكن ثمة أكثر من هدف يمكن أن يتم تحقيقه.. خاصة في موسم انصراف الشباب العربي إلي الحركات الثورية.. وما يشكله هذا الأمر من خطر علي بعض الأنظمة المرعوبة.. ويبدو أن تفكير بعض العباقرة اتجه لإنتاج النسخة العربية من هذا البرنامج لصرف اهتمام شباب العرب.. إلي الرقص والغناء وإنتظار نتائج التصويت.. بدلا من انشغالهم بالثورات والحركات والربيع العربي.. وربما حقق هؤلاء بعض النجاح!. ثالثا.. فيما يتعلق باسم البرنامج واحتفاظه باسمه الأجنبي (أيدول) حتي في نسخته العربية.. ثمة أكثر من دلالة.. فإختيار كلمة أيدول لم تكن عبثية.. ذلك أنها تعني فيما تعنيه: الصنم أو الوثن أو الطاغية .. كما أنها تعني المحبوب أو المفضل للناس أو من يشكل رمزهم.. وبهذا المعني يصبح معني اسم : " أراب أيدول" رمز العرب .. أو مثال العرب.. وحتي وثن العرب ومحبوبهم.. وإلههم والعياذ بالله .. وكلها معان جارحة.. ولا يليق بأن تطلق علي فتي أو فتاة متقصعة تظهر بمظهر مخجل أمام الملايين!. رابعا.. ليس عيبا الاستفادة من تجارب الشعوب.. وبرامجهم التليفزيونية الناجحة.. ولكن وفق ما يفيد ويتوافق مع حضارتنا وهويتنا الثقافية.. وهذا ما فعله تليفزيون ماليزي محترم.. حيث أنتج نسخة "إسلامية" من هذا البرنامج.. سماها »Become An Imam« أو أصبح إماما .. أوالإمام اليافع .. حيث استخدم نفس آلية البرنامج لإختيار إمام مبدع من الشباب المسلم.. بدلا من إختيار مغن أو مغنية ماجنة !.