يري المحللون ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة وصلت بعد نحو عشرين عاما الي طريق مسدود تماما، وانها كانت مفاوضات عبثية عقيمة لم تحقق أي نتائج ايجابية للتوصل الي تسوية سلمية عادلة وشاملة ودائمة للقضية الفلسطينية تعيد الحقوق المغتصبة لأصحابها، وتنهي الصراع العربي الاسرائيلي، وتحقق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة. ذلك.. ان وصول المفاوضات الي طريق مسدود لم يكن السبب فيه المفاوض الفلسطيني، بل المفاوض الاسرائيلي الذي عمد لسياسة التعنت والمراوغة ورفض التسليم بالحقوق الوطنية الفلسطينية والذي مازال يصر علي الاحتفاظ بمدينة القدس - عاصمة ابدية موحدة لاسرائيل - ويقوم بتهويدها وتغيير معالمها وجغرافيتها، ويرفض الانسحاب الي خطوط الرابع من شهر يونيه »حزيران« 7691، كما يرفض ازالة المستوطنات أو إخلاءها، ويرفض ايضا الاقرار بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض. وكان هم المفاوض الاسرائيلي اطالة فترة المفاوضات لاتخاذها ستارا لاستكمال تنفيذ حلقات مخططة للاستيلاء علي المزيد من الأراضي الفلسطينية وتكريس الاحتلال للاراضي الفلسطينية وتطفيش الفلسطينيين من اجل احلال يهود غرباء عن المنطقة محلهم. في تصورنا أن من أهم الاسباب الموضوعية لفشل المفاوضات انها تمت بين الطرف الاسرائيلي المعتدي الذي يتصرف من موقع قوة، والطرف الفلسطيني المعتدي عليه الضعيف نسبيا، لدرجة ان الطرف الاسرائيلي لم يعترف باتفاق أوسلو الذي وضعته منظمة التحرير الفلسطينية. وهو ما يؤكد ان الاسرائيليين مازالوا غير جادين في العودة للمفاوضات الايجابية فإذا ما ظلت اسرائيل علي موقفها فليس لنا حاجة في استئناف المفاوضات العقيمة.