تقتني دار الكتب المصرية مجموعة هامة ونادرة من أبرز البرديات العربية المحفوظة في المجموعات العالمية الموزعة بين أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، وتأتي مجموعة الدار في الترتيب الثالث من حيث الكم والنوع بعد مجموعة الأرشيدوق راينر المحفوظة في المكتبة الوطنية بالنمسا، ومجموعة (شوت - رانيهات) المحفوظة في معهد البرديات بجامعة هايد ليرج بألمانيا، وتكمن أهمية مجموعة برديات دار الكتب المصرية أن أغلبها ينسب للقرون الثلاثة الأولي للهجرة (1 - 3 ه / 7-9م). كما أن موضوعاتها متعددة ومتنوعة ما بين (زواج، بيع ، شراء ، إيجار ، عمل وإيصالات جزية وخراج ووثائق وقف وهبة وفض منازعات ومجالس صلح....... وغيرها. ولقد أدرك أهميتها العالم النمساوي الشهير أدولف جروهمان الذي عاش في مصر عشرات السنين في مطلع القرن العشرين وتمكن من نشر أكثر من ثمانمائة بردية من برديات الدار في عشرة مجلدات، طبع المجلد الأول بدار الكتب المصرية في أغسطس سنة 4391م تضمن نشر عدد (27) بردية نادرة بعضها من ورق البردي والآخر من الكاغد، والمجلد الثاني طبع أيضا في دار الكتب في شهر سبتمبر سنة 6391 م وفيه تم نشر عدد (37 بردية) والثالث صدر في شهر مارس سنة (8391م) ونشر فيه عدد (96) بردية عربية والرابع صدر في شهر ديسمبر سنة (2591م) ونشر فيه عدد (47) بردية والمجلد الخامس صدر في شهر ديسمبر سنة (3591م) وفيه نشر عدد (47) بردية عربية، والسادس طبع في شهر يونية سنة (2691م) وفيه تم نشر عدد (77) بردية من اندر برديات دار الكتب المصرية يتبقي بعد هذا النشر عدد 4 مجلدات هي (7 ، 8 ، 9 ، 01) وهي تحت الطبع ومحفوظة حالياً في دار الكتب منذ أكثر من خمسين عاماً أي أن نشر برديات دار الكتب المصرية توقف منذ أكثر من خمسون عاماً، وللأسف الشديد ليس للدار علاقات تعاون بحثي مع المجموعات العالمية في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية في مجال فحص ونشر وفهرسة وتصنيف مجموعة البرديات العربية المحفوظة بها، علي الرغم من ندرتها وأهميتها التاريخية والحضارية، ولقد تشرفت بالاشراف علي هذه المجموعة سنوات طويلة - تمكنت خلالها من فهرسة وتصنيف وحصر بعضها بين أعوام (7991 - 1002 م) وكانت هناك خطة لعقد سلسلة ندوات ولقاءات ودعوة بعض الخبراء في هذا المجال - من المتخصصين في مجال علم البرديات العربية وبالفعل تمت دعوة عدد منهم أمثال الباحثة الهولندية/ بيترا سيبستين بجامعة ليدن بهولندا والبروفيسور / رئيف جورج خوري من جامعة هابد لبرج بألمانيا وكذلك المستشرق/ جيفري خان من جامعة اكسفورد بإنجلترا........ وغيرهم. ولكن هذه الدعوات كانت تتم بصورة شخصية وليست بدعوات رسمية من قبل المسئولين بالدار نظراً لقلة الإمكانات المادية آنذاك. ويكفي للتدليل علي أهمية برديات دار الكتب المصرية أن أجزاء منها يكملها أجزاء أخري محفوظة في مجموعات عالمية، وفي الإمكان عقد بروتوكولات تعاون بحثي بين رؤساء المجموعات العالمية لاستكمال النصوص فيما بينها، هذا بالاضافة لتوفير منح دراسية وبحثية لنشر وتصنيف وحصر وفهرسة وترميم البرديات سواء تلك المحفوظة بدار الكتب بدار الكتب المصرية أو في المتاحف المصرية مثل المتحف القبطي ومتحف الفن الاسلامي بالقاهرة أو تلك البرديات المحفوظة في عدد من تفاتيش الآثار المنتشرة في الوجهين القبلي والبحري، وجميع هذه القطاعات تابعة لوزارتي الثقافة والآثار. وبصفتي متخصصاً في هذا العلم منذ أكثر من 03 سنة أناشد المسئولين في وزارتي الثقافة والآثار أهمية. إعطاء وثائقنا التاريخية النادرة ممثلة في وثائق البرديات العربية التي تتعرض للتلف وعدم النشر والدراسة والفهرسة والترميم نظراً لعدم وجود متخصصين يقومون علي نشرها وتدريب الطلاب والباحثين علي قراءتها وكذلك ترميم التالف منها، كما هو قائم حالياً في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية خاصة تلك المجموعة النادرة بدار الكتب المصرية، وأنبه الي تلك الخطورة التي تتعرض لها هذه الوثائق النادرة خاصة أن القائمين عليها بدار الكتب المصرية حالياً غير متخصصين ويشرفني تقديم خبرتي المتواضعة في هذا المجال.