أخيراً وقبل فوات الأوان أفاق الشعب المصري من غيبوبته السياسية بعد أن كشف له القانون وتطورات الأحداث النوايا الحقيقية للقوي السياسية التي تسعي للسلطة من خلال تخفيها وراء أهداف ومبادئ ثورته. وقد تمثلت هذه القوي في طرفين أساسيين هما الاخوان والسلفيون وأركان النظام السابق.. الذي دخل السباق الرئاسي بينهما في مراحله الأخيرة، في حين وقف الشعب صاحب الثورة والأب الشرعي لها متفرجا ومراقبا لهما وهم يفصَّلون القوانين التي تضمن لهم احتكار السلطة وخدمة مصالحهم السياسية والاقتصادية.. بدون أن يشاركوا الشعب صاحب الثورة الرأي أو المشورة. فالأخوان والسلفيون قفزوا علي الثورة عقب قيامها بثلاثة أيام واستطاعوا فيما بعد قيادة وتولي أهدافها ومبادئها مختبئين خلف شعاراتها لجذب أنصارها من الشباب الثائر الذين لا قائد لهم ولا خطط مستقبلية لثورتهم.. وبعد أن تحقق الهدف وفازوا بانتخابات مجلسي الشعب والشوري.. كشروا عن انيابهم وأفصحوا عن نواياهم الحقيقية لتولي رئاسة الجمهورية والحكومة ولجنة وضع الدستور وبدأوا في اللعب علي المكشوف مع كل خصومهم.. ولكن الشعب المصري الذي وعي الدرس من الحزب الوطني سابقا أفاق من غفلته وأدرك حقيقة مواقفهم ونجح في إسقاط لجنة الدستور متسلحاً بالقانون بعد ثلاثين ساعة وليس ثلاثين عاماً. أما الطرف الثاني المتمثل في أركان النظام السابق ممن بداخل السجون أو خارجها الذين يتولون حاليا المناصب القيادية بمؤسسات الدولة السيادية والتنفيذية ورجال أعمالهم أصحاب المال الحرام فقد حاولوا قتل الثورة باعتبارها مظاهرة حاشدة وانتهت عبر تغذية جميع أنواع الانفلات الأمني والأخلاقي ونشر الفوضي وزرع الفتن والدسائس حتي يعود الشعب إلي الترحم علي الماضي والتغني بايجابياته.. وكما شاءت الأقدار من قبل ان تحمي الثورة وهي بلا قائد وإسقاط رأس النظام وكبار مسئوليه أيضا أرادت مشيئة الله التي دائما ما تحمي مصر وشعبها ان ينكشف أمر سارق الثورة وتنبه الشعب لحقيقة أهدافهم.. ان الطرفين لا يثق فيهما الشعب الآن بعد أن انكشف كذبهما وتأكدا انهما سارقا الثورة سوف تظل محروسة حتي ولو كره السارقون وستعرف طريقها للخلاص من هذه المؤامرة باختيار الرئيس القادم الذي يحتل الآن المرتبة العاشرة ضمن أقوي عشرة رؤساء في العالم...؟