عانينا سنوات طويلة من سلق القوانين في مجلس الشعب علي أيدي الطباخين بالحزب الوطني. والشهادة لله، كان الشيف احمد عز كبير طهاة الحزب استاذاً في إعداد ما لذ وطاب من قوانين حسب الطلب. وكنا نأمل أن ينهي أول برلمان بعد الثورة عهد القوانين المسبكة، ولكننا اكتشفنا أن مواهب وطموحات النواب الجدد لا حدود لها، فقد تفوقوا علي الشيف الكبير، وأعدوا أنفسهم لطبخ دستور ملاكي علي نار هادية يعكس أفكار فئة بعينها رغم أنف الشعب. ولكن حكم القضاء الإداري بالغاء قرار تشكيل الجمعية التأسيسية التي اختارها مجلسا الشعب والشوري لوضع الدستور، نسف البوتاجاز، وعطل اتمام الطبخة، وأكد رفض المصريين لكل أنواع الطبيخ الحامض الذي طفحوا منه طوال 60 عاما.