يا دهب مين يشتريك؟!.. هذا هو لسان حال أصحاب محلات الذهب والعاملين في مجال الصاغة مؤخرا بعد ان شهدت اسعار الذهب ارتفاعا جنونيا غير مسبوق.. تسبب هذا الارتفاع في عزوف المستهلك عن الشراء حتي في المناسبات »كالاعياد« والتي كانت تشهد خلالها محلات الذهب حالة من الانتعاش في زمن ماض.. واصبحت »الفرجة« فقط هي شعار المستهلك داخل اسواق الذهب حاليا لتكون النتيجة هي حالة من الركود التام في حركة المبيعات مما جعل اصحاب المحلات يضربون كفا علي كف بعد ان اصبحت اعداد الزبائن يوميا لا تتعدي اصابع اليد الواحدة »الاخبار« انتقلت الي المحلات لرصد اسباب هذه الارتفاع وتوقعاتهم خلال الايام القادمة.. بداية قفزت أسعار معدلات الذهب خلال اليومين الماضيين الي اعلي معدلات لها منذ بدء الازمة المالية الاقتصادية التي ضربت العالم اجمع وتراوحت معدلات الزيادة بين 5و6 جنيهات في الجرام الواحد ليصل ثمن الذهب عيار 42 الي 032 جنيها اما عيار 12 فقد وصل سعره الي 102 جنيها بينما بلغ سعر عيار 81 من الذهب 5.271 جنيها وقد سجل سعر الجنيه الذهب 5161 جنيه وبلغت سعر اوقية »سبيكة« الذهب 0821 جنيها. شلل تام وامام هذه الاسعار التي لم يشهدها سوق الذهب من قبل قد سادت حالة من الركود في معظم المحلات واصيبت حركة الشراء بالشلل التام واعرب الصاغة عن حزنهم الشديد بسبب الارتفاع المستمر في اسعار الذهب مما اوقف »حالهم« وتسبب في خراب بعض البيوت وتسريح بعض العمالة داخل المحلات وتحول صغارالصاغة الي العمل في الذهب الصيني الذي يشهد اقبالا كبيرا من المواطنين لرخص ثمنه مقارنة بالذهب الاصلي النفيس وكما يقول نور الدين ضيف صاحب احد المحلات »ان اسواق الذهب تشهد حاليا حالة من الركود لم تشهدها منذ الثمانينات بسبب توقف حركتي البيع والشراء فاسعار الذهب تشهد ارتفاعا جنونيا رغم زيادة المعروض في الاسواق وترجع اسباب الارتفاع الي اقبال اعداد كبيرة من المستثمرين الي شراء الذهب وادخار اموالهم فيه لانه يمثل الامان والطمانينة الي أبد الدهر خاصة بعد ان ألقت الازمة المالية العالمية بظلالها علي العالم أسره وقام هؤلاء المستثمرون بشراء الذهب وتخزينه ومع زيادة الطلب من الذهب ارتفعت الاسعار الي أعلي معدلات لها. ويؤكد نور ان الفترة القادمة ستكون فترة عصيبة امام اصحاب المحلات والمستهلك في ان واحد حيث ستشهد الاسعار المزيد من القفزات الجنونية بما سيضاعف من حالة الركود التي تتواجد حاليا. ويقول نبيل اسكندر صاحب احد محلات الذهب انه كان يعول علي عيد الفطر المبارك انتعاشا في حركة المبيعات بمحله خاصة ان العيد يعتبر مناسبة للكثير من حفلات الافراح والخطبة والشبكة الا ان الرياح اتت بما لا تشتهي السفن فمع الارتفاع الرهيب في اسعار الذهب وخاصة عيار 12 الذي تجاوز حاجز المائتي جنيه فقد اعرض »الزبون« عن الشراء، واكتفي بالفرجة فقط، لتصل نسبة الركود في حركة الشراء الي اكثر من 08٪ وعن اسباب الارتفاع في الاسعار اكد نبيل انه لا يعرف حتي الان ما هو السبب الحقيقي وراء هذا الارتفاع المستمر مشيرا انه يعرف جيدا ان هناك العديد من اصحاب المحلات اغلقوا محلاتهم وذهب بعضهم للعمل في مجالات اخري بينما فضل البعض الاخر تغيير النشاط الي الاتجار في الذهب ولكن الذهب الصيني الذي يشهد اقبالا كبيرا من المواطنين لرخص سعره رغم رداءته وقلة جودته وسرعان ما يتعرض الي الصدأ والتأكل. اما سمير جرجس بائع باحد المحلات يقول ان ارتفاع اسعار النفط وعدم ثبات اسعار سعر الدولار في الفترة الاخيرة تعتبر عوامل ادت الي الارتفاع الجنوني في اسعار الذهب مشيرا انه بسبب هذا الارتفاع لجات بعض الاسر والعائلات في الفترة الاخيرة خاصة المقبلين علي الزواج الي شراء شبكة »فضة« بدلا من الذهب ويشير ان مؤشر الاسعار سيواصل ارتفاعه طالما ارتفع سعر النفط، والدليل علي انه عندما انخفض سعر برميل البترول الي 07 دولارا انخفض جرام الذهب بمعدل 3 جنيهات في اليوم الواحد. وبالطبع انتابت الحيرة والقلق المواطنين خاصة الشباب فأمام احد المحلات وجدنا عائلة »تشاهد فقط« الذهب المعروض في »الفاترينة« وبسؤال احد افرادها مازن احمد اوضح انه سافر الي دولة الكويت وعاد ليكمل نصف دينه ونزل مع عائلة خطيبته لشراء الشبكة الا انه فوجئ بالاسعار الجنونية مما وضعه في مازق جعله يفكر مليا في خيارين هما تقليل حجم الشبكة المتفق عليه او شراء الشبكة والتنازل عن اقامة الفرح والاكتفاء بالاحتفال وسط الاهل في احد الشقق العائلية فيما اكدت سوزان محمد انها تفضل شراء شبكة من الذهب الصيني وتوفير الاموال في جهاز العروسة.