فقدت مصر واحداً من أنبل الرجال وأكثرهم كفاحاً وعطاء، وأعمقهم انسانية وأخلاقاً، رحل عن عالمنا يحمل رصيدا من محبة الناس وترحمهم علي أيام قضاها بينهم في أخبار اليوم في شتي المواقع حتي أصبح رئيسا لمجلس إدارتها، وكانت بداية لنهضة اقتصادية حقيقية تشهدها هذه المؤسسة العريقة، خاصة آن الاستاذ طلعت الزهيري كان إدارياً من طراز فريد صعد في هذا المعراج وكانت حرفته الإدارة، وهب نفسه وكيانه لهذا المكان، وكان منضبطا إلي حد لا يحتمل أي جدل حول هذه الصفة فيه، أتذكر يوم استدعاني الي كتبه لاوقع عقد أول كتاب لي »اطباء نبغوا في في الادب« ولم أكن قد انهيت عام الامتياز بعد، وكنت حديث التخرج من كلية طب القاهرة، وزف لي البشري أنه اختار كتابي ليكون في سلسلة كتاب اليوم، ولم يكن يكتب في هذه السلسلة الا كبار الكتاب أمثال عبد الرحمن الشرقاوي ويوسف ادريس وأحسان عبد القدوس وعبد المنعم الصاوي وموسي صبري، وقال لي برغم أن الاستاذ موسي والاستاذ الشرقاوي زكيا كتابك الا أني لم أوافق علي نشره إلا بعد ان قرأته وأعدت قراءته لجمال العبارة وجمال الموضوع الذي كتبت فيه، لذا فأنا اضيف الي الاطباء الذين نبغوا في الادب اسمك.. وحتي هذه اللحظة لا أنساه ابداً، ويظل قلبي ينبض بحبه.. وأترحم عليه الان، انساناً رفيعاً وشريفا من شرفاء صاحبة الجلالة العظام.. يرحمه الله.