اوباما تابعت الصحافة الأمريكية باهتمام ملحوظ خطوات المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.. قالت النيويورك تايم بان اوباما يلعب هذا الاسبوع دورا تملص منه سابقوه طوال عقدين من الزمان وتوقعت الواشنطون بوست ان تسير المفاوضات بشكل بطيء وان تكون محفوفة بالصعوبات. ففي النيويورك تايمز قالت الصحيفة في مقال افتتاحي أمس الاربعاء اوردته في موقعها علي شبكة الانترنت: إن اوباما يسعي الي مضاعفة دوره لتحقيق تقدم متزامن حول المشاكل الاكثر اثارة وعنفا في الشرق الاوسط وهي السلام بين اسرائيل والفلسطينيين والعراق وايران علي أمل ايجاد دائرة فعالة في منطقة تتعرض لدوامة الهبوط الي الاسفل. وأشارت الصحيفة الي أن التاريخ يشير الي أن كافة الظروف معاكسة وأن كان مسئولو البيت الابيض يتوقون إحراز تقدم بشأن أشد تحديات السياسة الخارجية في وقت يصارع فيه أوباما تجاه موضوعات محلية متنوعة .. ويري هؤلاء المسئولون أن الرئيس أوباما غير المناخ السياسي في الساحات الثلاث برمتها وسدد أفضل ضربة منذ سنوات لتحقيق نتائج ايجابية ومتشابكة . وأوضحت الصحيفة انه عندما سعي الرئيس الاسبق بيل كلينتون لاستراتيجية مشابهة كان يري أن تحقيق سلام شامل بين الاسرائيليين والفلسطينيين سيجعل من الاسهل بالنسبة للدول العربية "احتواء " ايران وعراق صدام حسين واتضح ان العكس صحيح وهو عندما ينفصل أحد تلك المساعي ينفصل بالفعل المسعيان الاخران . وقالت صحيفة نيويورك تايمز أنه قبل شهر من غزو العراق رأي الرئيس السابق جورج بوش أن الاطاحة بصدام حسين سوف يوجد مثالا مثيرا وملهما للحرية للدول الاخري في المنطقة "والدول العربية الرائدة لدعم قيام فلسطين سلمية وديمقراطية وتعلن بوضوح انها سوف تعيش في سلام مع اسرائيل. وبدلا من ذلك اشتعلت العراق بالنيران وانهارت امال السلام وسرعت ايران وتيرة سعيها لقدرات نووية. وقالت الصحيفة أن ما يسعي اليه اوباما - الذي صاغ احد النصوص الفرعية لخطابه الي الامة ليلة أول أمس الثلاثاء بشأن انتهاء المهمة القتالية الامريكية في العراق والذي سوف يصل الي نهايته الخميس عندما يجمع الزعيمين الاسرائيلي والفلسطيني لاول محادثات مباشرة بينهما منذ عامين - يجسد هذا الربط بين الموضوعات . ونقلت الصحيفة عن رام ايمانويل رئيس هيئة موظفي اوباما وأحد الاصوات الرئيسية في شئون سياسة الشرق الاوسط قوله في مقابلة الثلاثاء ان هناك ثلاث قطع شطرنج هنا مجادلا بانه في الوقت الذي يعتبر فيه الربط بين هذه المسائل رخوا الا أن النصر يولد نصرا والنجاح سيكون معززا. واوضحت الصحيفة انه مع أن أوباما يستند الي نفس منطلق سلفيه الا أن هناك بعض الاختلافات الكبيرة أيضا وأن النجاح أو الفشل يعتمد علي مدي اهمية تلك الاختلافات التي تتضمن دليلا علي ان الولاياتالمتحدة تنسحب بالفعل من العراق وعقوبات أشد بكثير علي ايران وبروز مؤقت لحكومة عمل فلسطينية في الضفة الغربية. ومضت الصحيفة تقول أن المشكلة الاساسية هي أن النجاح ليس مؤكدا في اي الجبهات محل السؤال وان الديناميكية بينها غير متوقعة . ونقلت نيويورك تايمز عن مارتن اس. انديك- الذي تولي منصب السفير الأمريكي لدي اسرائيل وهو حاليا مدير شئون السياسة الخارجية بمؤسسة بروكينجس " قوله انه من الصعب جعل القضية تتمثل في أن التقدم في عملية السلام سوف يحل الجمود السياسي في العراق أو يجبر الايرانيين علي اعادة النظر في برنامجهم النووي.. ولكن اعتقد انه يمكنك ان تزعم أن النجاح سوف يساعد علي ايجاد طريق قدما في عزل ايران ومجابهة مسعاها لزعامة المنطقة.. وقالت الصحيفة انه في العراق التي تعاني من الحرب ، شن اوباما حملة لانهائها ويقول انه حقق تقدما وانه في الوقت الذي لم يتفق فيه السياسيون علي حكومة بعد قرابة ستة اشهر من انتخابات وعمليات تمرد والتي ادت الي هجمات اخيرة انتقامية الا أن العنف برمته قد انخفض وحدث الانسحاب من المهمات القتالية قبل اسابيع قليلة مما كان مقررا.. و"انه من الواضح ان في العراق عملية سياسية اصيلة جارية" حسبما قال دينيس روس كبير مستشاري اوباما لشئون الشرق الاوسط. واختتمت الصحيفة مقالها بالقول بأن التساؤل الكبير هو مااذا كانت صورة أمريكا وهي تنسحب من العراق واعادة انخراط البيت الابيض في عملية السلام سيكون كافيا . ونقلت عن روس قوله "لم نحقق نجاحا في اي من هاتين الساحتين.. الا أن لدينا حاليا الاحتمال والامكانية لتحقيق تقدم مهم ". الواشنطون بوست ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" انه اذا كان الهدف من اطلاق مباحثات السلام بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي هو التوصل الي اتفاق سلام خلال عام يؤدي الي اقامة دولة فلسطينية الا ان الطرفين مازالا مختلفين حول جميع القضايا الجوهرية ولذلك فانه من المتوقع أن تسير المفاوضات بشكل بطيء وان تكون محفوفة بالصعوبات. وأوضحت الصحيفة في تقريرعلي موقعها علي الإنترنت اليوم الي أن هذا الهجوم، الذي أسفر عن مقتل أربعة اسرائيليين عندما أطلق مسلح فلسطيني النار علي سيارتهم في الضفة الغربية، كشف مدي هشاشة الوضع بين الفلسطينيين والاسرائيليين وان ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي قد توعد برد قاس. ونسبت الصحيفة الي بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي قوله لدي وصوله الي العاصمة الأمريكيةواشنطن ان الارهاب لن يردع حدود اسرائيل أو مستقبل الاستيطان .منوهة إلي أن مارك ريجيف المتحدث باسم نتانياهو قال ان الهجوم لن يحدث اية تغييرات علي القمة التي يستضيفها الرئيس باراك اوباما خاصة ان الهجوم يؤكد المخاوف الامنية التي تنوي اسرائيل ان تجعلها مسألة جوهرية في المحادثات. وأضافت الصحيفة ان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية استضافت الليلة الماضية اجتماعا حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتانياهو ووزيري خارجية مصر والأردن وتوني بلير ممثل الرباعية الدولية وان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كرولي قد اوضح ان محادثات كلينتون كانت تستهدف توضيح أين تقف الاطراف قبل بدء المفاوضات يوم الخميس واننا لا نريد مجرد اطلاق ناجح للمفاوضات وانما ان يجتمع القادة بشكل منتظم. واضافت الصحيفة ان المسئولين الأمريكيين يأملون في حمل الطرفين علي الاتفاق علي الاقل علي عقد جولة ثانية من المفاوضات قد تعقد في الاسبوع الثاني من سبتمبر في مصر علي ان يعقب ذلك اجتماع آخر بين اوباما وعباس ونتانياهو علي هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة قبل نهاية الشهر الحالي. وقد اعلن نتانياهو انه يرغب في لقاء عباس بشكل منتظم مرة كل اسبوعين مع استمرار المفاوضات علي مستوي أدني.وخلال هذه الفترة ستطرح كلينتون وجورج ميتشيل مبعوث الولاياتالمتحدة للسلام في الشرق الاوسط مقترحات لمساعدة الطرفين علي التغلب علي الصعوبات التي تواجههما.