بدأت بعثة الري المصري بالسودان خطوات جادة لتنفيذ مشروع تأهيل وتجديد محطات الديم لقياس المناسيب التصرفات الرئيسية بجنوب السودان باستثمارات 7.5 مليون دولار ضمن المنحة المصرية لحكومة جنوب السودان لمشروعات التعاون الفني في مجال تنمية الموارد المائية بالجنوب. وحول هذا الموضوع كان لقاء الصحف المصرية مع المهندس علاء الدين ابراهيم مديرعام ادارة ابحاث النيل الجنوبي والمشرف العام علي مشروعات المنحة المصرية بالجنوب. اوضح المهندس علاء ان المشروع يهدف الي تأهيل وتجديد 16 محطة توقفت منذ خمسينات القرن الماضي وتزويدها بأحدث الاجهزة والمعدات اللازمة بما يساعد علي توفير البيانات اللازمة لمشروعات اعمار الجنوب. وأضاف ان توجيهات د. نصر الدين علام تتمثل في الاسراع بمعدلات التنفيذ لمساعدة الاخوة في الجنوب علي سرعة الاستفادة من موارده المائية للمشروعات التنموية وقد بدأنا في تنفيذ المشروع علي مرحلتين الاولي 3 محطات رئيسية في جوباوملكال وواو باجمالي تكلفة 800 الف دولار وقد تم الانتهاء من توريد اجهزة القياس الحديثة كما يتم حاليا تنفيذ الاعمال المدنية لهذه المحطات حيث بلغ حجم الانفاق 600 الف دولار بنسبة انجاز 75٪ ومن المقرر طرح عملية تأهيل وتجديد محطات المرحلة الثانية وتشمل 4 محطات نيمولي ومنجلا وبور و بنتيو بتكلفة 4.1 مليون دولار خلال الشهر القادم. اضاف ان بعثة الري في ملكال تقوم بقياس المناسيب والتصرفات في النيل الابيض ونهر السوباط وترسل هذه البيانات الي ادارة بعثة الري بالخرطوم ومنها الي قطاع مياه النيل بالقاهرة حيث يقوم خبراء القطاع بتحليل هذه البيانات للتنبؤ بحجم الواصل من مياه الامطار والفيضان من خلال النيل الابيض في الشمال حتي وصولها لبحيرة السد العالي مضافا اليها ارصاد وتصرفات النيل الازرق ونهر عطبرة لافتا الي ان اعمال القياس تتم من خلال ثلاثة مواقع هي (حلة دوليب - علي نهر السوباط الذي يستقبل مياه اثيوبيا ومحطة ملكال - علي النيل الابيض ومحطة ماليوت نهاية النيل الابيض وذلك 4 مرات في اليوم الواحد لكل محطة شهريا وهو مايساعد علي اعطاء بيانات دقيقة . وأكد المهندس علاء الدين اننا نستخدم المعدات التي تتوافر لدينا في اعمال يشعر بها مواطن جنوب السودان مثال ذلك استخدام معدة الباك لودر متعددة الاغراض في تطهير الاخوار والمصارف لصرف الامطار الغزيرة في ملكال بدلا من تعرض البيوت والشوارع للغرق وتقليل نسبة الاصابة بالملاريا نتيجة اعمال التطهير بالاضافة الي ازاحة المياه الراكدة داخل المدن مما جعل حاكم ولاية اعالي النيل والوزراء المعنيين بالولاية يشيدون بجهود الري المصري في حل مشاكل المواطنين. وأكد المهندس علاء ابراهيم اهمية التواجد المصري في ملكال وفي ولايات جنوب مما يتطلب تكاتف وزارات التعليم والصحة والزراعة وغيرها من الوزارات الخدمية لتقديم معظم الخدمات التي يحتاجها مواطنو الجنوب حيث من الممكن ان تقوم وزارة النقل بتوفير صنادل بحرية يتم تصنيعها بمصر واحضارها الي الجنوب حيث يمثل النقل النهري وسيلة النقل الرئيسية بين معظم ولايات الجنوب وخاصة ملكال. كما يساعد في انعاش حركة التجارة بين الولايات نتيجة افتقاد الطرق البرية لصلاحيتها تماما خلال موسم الفيضان الذي يستمر حوالي 8 شهور بالاضافة لضرورة اعادة الانشطة الزراعية التي كانت تقوم بها بعثة الري قبل الحرب الاهلية داخل استراحات الري.