يحتاج الأهلي اليوم لتضافر كل الجهود وتكاتف كل الطاقات لدعم ونصرة الفريق في مواجهته التصادمية الشرسة أمام شبيبة القبائل الجزائري في المحطة الرابعة لدوري الأبطال الافريقي والتي ستقام تحت الأضواء الكاشفة لاستاد القاهرة.. والمواجهة اليوم تحتاج لحشد كل القدرات كما لم يتم حشدها من قبل.. في المدرجات وعلي البساط الأخضر.. وخارج خطوط الملعب.. وحتي في المنازل والبيوت وبالقلوب والأفئدة وليس فقط بالحناجر والألسنة.. الأهلي اليوم يمثل كرة القدم المصرية بأسرها.. سفير لجميع الأندية.. وربما هو وللمرة الأولي يحظي بتشجيع ومساندة كل الألوان الأخري.. الأبيض بالخطين والأصفر والأخضر والألوان المتداخلة والمركبة.. وليس هناك ثمة شك في أنه ينال مؤازرة جماهير خط القناة من بورسعيد للسويس وجماهير وجه قبلي من الجيزة وحتي أسوان وكل وسط الدلتا وعلي ضفتي فرعي النيل الخالد. ومن هذا المنطلق وبهذا المفهوم.. نخوض في الأسطر القليلة القادمة في الأمور الفنية الخاصة بالتشكيل والخطة ليس ليأسنا من اجتهادات الجهاز الفني الكفء بقيادة الكابتن حسام البدري.. تلك الاجتهادات التي كلفت الفريق بعض الضرائب الباهظة علي الصعيدين المحلي والافريقي وكانت نقطتا التعادل مع المصري هما آخر هذه الضرائب.. ولكن من منطلق التعبير عن مشاعر وأحاسيس الجماهير ورغبتها في المشاركة في تلك الفنيات التي نعترف انها حق اصيل للبدري حتي مع اختلافنا معه.. اذن نحن نجتهد معه ولا ننقلب عليه لاننا جميعا في بوتقة واحدة.. ونسعي لهدف واحد.. ومن حقه أن يقبل أو يرفض لكن المؤكد أنه من حقنا التعبير ومن واجبنا الاجتهاد وندعو الله إلي أن نوفق ولو في ايصال كلمة واحدة لعقول وافكار الجهاز واللاعبين ويكون لها تأثير وانعكاس ايجابي علي المردود الانتاجي والنتجية النهائية التي تدعو الله أن تكون في صالحنا. التشكيل والخطة رجل الشارع العادي وليس المتخصص في علوم وبحور كرة القدم لديه إلمام كامل بتشكيل وخطة وطريقة لعب وأداء الأهلي اليوم.. فالهدف المنشود من المباراة هو تحقيق الفوز واحراز المكسب ليس لرد الاعتبار فقط.. وانما لايقاف قطار الشبيبة عند النقطة التاسعة والاقتراب منه حتي لا يفصله عن ناديي مصر الأهلي والإسماعيلي في حالة فوزهما إن شاء الله سوي نقطتين عن الأول وثلاث عن الثاني.. ومن ثم فان الجميع يدرك أن الخطة حتي وان كانت متحفظة حتي لا تهتز الشباك فيزيد الاهتزاز من صعوبة المهمة غير انها ايضا لابد وأن تميل للهجوم وتقبل المخاطرة وليس المقامرة إلا إذا تأزم الموقف وتفاقمت الخطورة.. ولا اعتقد أن هناك تغييرا ملحوظا في الطريقة التي يتبعها البدري منذ أن تولي حتي ولو ناشدناه اجراء هذا التغيير.. فنحن مثلا نتمني أن يلعب الأهلي اليوم يرأس حربة صرحاء باتباع طريقه 4/4/2 وليس 4/2/3/1 .. ولابد من أن يتقدم أحدهم سواء أكان المتقدم جدو بعد أن شفي نفسيا من الملاحقات الفضائية أو كان غيره.. ومع اعترافنا بأن الندرة بين المهاجمين الجاهزين تحتم أن يكون فضل هو رأسي الحربة الأول فلا مناص من أن يكون جدو هو الثاني وليس المتأخر علي أن يتم السماح لابوتريكة وبركات وربما احيانا حسن بالتقدم لتكثيف الهجمات من المنتصف شريطة أن لا ينتج من تقدمهم ازدحام وارتباك في مربع الهجوم أو أمام المرمي وبشرط أن يتسامي هذا الخماسي ويتحلي بأكبر قدر من الايثار والتعاون لتصل الكرة إلي الأفضل في المكان الأنسب لايداعها الشباك الجزائرية.. ولعل المتابع لمباريات الأهلي الأخيرة قد لاحظ بعض الأثرة حتي وان كانت ناجمة عن الرغبة في ترجيح الكفة وصادرة عن السعي لاحراز هدف لكن باءت الرغبات والمساعي بالفشل لانها كانت غير موفقة وفردية. كما حدث لبركات وأبوتريكة وحسن وجدو وفضل.. ومن المفيد أن نذكر لهؤلاء جميعا أن الفرصة لا تأتي بسهولة وانما لابد وأن نعض عليها بالنواجز ولو حدث هذا مافقد الأهلي أي نقطة وما أصابت »النقطة« جماهيره. ربما حمدت الجماهير الظروف وشكرت »الكاف« الذي اقصت عقوباته حسام غالي عن المشاركة في هذه المواجهة التصادمية التي تحتاج للعب المباشر دون فلسفة أو تعقيد.. وكذلك رددت الجماهير المثل القائل رب ضارة نافعة وطبقته علي الضرر الذي حاق بالفريق من مشاركة محمد شوقي والتي أوضحت ابتعاده طويلا عن مستواه وعدم أهليته تماما للمشاركة اليوم ولذلك فلم يبق أمام البدري سوي اثنين لا ثالث لهما في موقع الارتكاز هما حسام عاشور وإلي جدارة شهاب الدين أحمد وكل الأمل أن يكون هذا الثنائي بحالة صحية وبدنية تسمح له بتكملة اللقاء حتي النهاية. الحارس والدفاع لن يشهدا تعديلا وتبديلا جوهريا.. فشريف إكرامي هو الأساس ولابد وأن يعلم انه يتحمل قسطا من المسئولية عن معظم الأهداف التي سكنت شباكه ليس لانها من كرات سهلة وانما لانه يفترض أنه من أفضل حراس مصر وافريقيا ومن الحتمي أن يتحلي بالرؤية الواضحة للكرات العالية في منطقة المرمي ويشتتها قبل أن تصل لرؤوس واقدام المهاجمين ولا يترك هذه المهمة للمدافعين علي الأجناب مع الاعتراف بأن هذا من صميم واجبهم.. جمعة هو صمام الأمن والأمان في قلب الدفاع وإلي جواره عبدالفضيل ومعهما فتحي ومعوض.. وليس لنا أي اجتهاد عليهم جميعا سوي ان نناشدهم أولا اللعب علي المضمون وعدم الاعتداد بالنفس والثقة المبالغ فيها بالذات. كما حدث مع أحمد فتحي عندما حاول استخلاص الكرة من أمام لاعب الشرطة فأوشك علي التسبب في هز شباكه بهدف أكيد.. وكما يحدث من عبدالفضيل أحيانا.. أما معوض فعليه تقع مسئولية كبيرة سواء في الانطلاق لتكثيف الهجمات وصنع التمريرات.. أو الارتداد لغلق المساحات ومنع المهاجمين من التمرير والانطلاق. واذ كنا نتمني أن نكون قد أصبنا التوفيق في نقل مشاعر وأحاسيس الجماهير المصرية الوفية للكابتن البدري.. فإننا ايضا نؤكد له أن هذه الجماهير المخلصة تعي تماما واجبها وتدرك مهامها وتعرف تأثيرها وجدواها.. فهل ستقبل بكثافة علي المدرجات.. وتزأر بقوة لتحفيز لاعبينا وبث الرعب في نفوس منافسينا دون الإساءة لهم أو النيل منهم ولن تفقد حماسها وكفاحها حتي النهاية ولن تستعجل النتائج أو تربك اللاعبين.. ولم يبق إلي الدعاء بالتوفيق لنا ولهم.