الفوز الهزيل بهدف نظيف يتيم والذي جاء من تمريرة خماسية انتهت بصاروخ أرضي عابر من الاقدام خرج من قدم حسام عاشور افضل لاعبي المباراة ليسكن شباك الجيش في أول دقيقة من المباراة المؤجلة والتي جرت باستاد القاهرة أول امس للأهلي.. لا يشفع لدي جماهيره العاشقة للزي الأحمر ليطمئنوا أو حتي ليتفاءلوا من مسيرة الفريق سواء علي المستوي المحلي في مبارياته التالية بالدوري أو علي الصعيد الافريقي خاصة مباراته المهمة المرتقبة مع الشبيبة الجزائري والتي تعقد عليها الجماهير الآمال وتنتظر معها الانفراج والانطلاق نحو الأدوار النهائية لاستعادة الهيبة الاقليمية المفقودة. بدأ الأهلي في مستوي متواضع طوال الشوط الاول بالرغم من تقدمه المبكر وظهر كل لاعبيه باستثناء عاشور »المسمار« ومعوض المغوار في غير يومهم وبعيدين عن المشهود لهم أو المعروف عنهم من مهارة وسيطرة.. ولولا عناية السماء وعدم توفيق لاعبي الجيش خاصة عامر صبري وبابا أركو لانتهي هذا الشوط بتفوق الجيش بثلاثة أهداف.. وجاء الشوط الثاني ليس افضل كثيرا من سابقه وندرت فيه الخطورة أو أنعدمت الأمر الذي أغري فاروق جعفر المدير الفني للجيش بتصعيد طموحاته ومضاعفة مغامراته وأشرك صلاح أمين - المهاجم - بدلا من ياسين عبدالعال وكان قد دفع من قبل بمهاجم بدلا من عامر صبري كعقاب علي الفرصة المؤكدة التي اهدرها بعد ان قطع الكرة بتركيز وقوة من أحمد فتحي وانفرد باكرامي لكنه اطاح بالكرة فوق العارضة.. ولم يستيقظ لاعبو الاهلي الا في الدقائق العشر الاخيرة التي شهدت عددا من الفرص المهدرة سواء لتألق الحارس الصاعد الشناوي او لسوء حظ وعدم دقة كرات حسن وعبدالفضيل وطلعت. الاهلي يبدو كفريق بدون شخصية فنية ومعالم خططية. يؤدي كل لاعب بذاتيته ولا يوظف قدراته وامكارناته لصالح الفريق.. لا تلحظ جملا تكتيكية محفوظة.. ولا تتابع اداء خططي متفق عليه.. وحتي الانطلاقات الطولية من الاجناب يسهل علي المنافس توقعها والتصدي لابطال خطورتها قبل ان تصاعد من تمريرات عرضية أمام الصندوق.. ورغم ان خط وسط الاهلي مكتظ باعداد كبيرة من النجوم الشهيرة.. الا ان جميعهم يؤدون بفردية ونرجسية شديدة ومعلمة مرفوضة ويسلمون تلك المنطقة بالرغم من خطورتها الي المنافسين من خلال اما تمريرات غير متقنة قد تؤدي الي هجمات مضادة تشكل خطورة فائقة لولا التصدي الواعي للمحنك وائل جمعة والتغطية الفاعلة لليقظ شريف عبدالفضيل. وسط الاهلي لا يتحمل كل هؤلاء المشاهير »المعلمين«.. فخط وسط اي فريق في العالم لا يحتمل عددا من المهاريين امثال غالي وبركات وابو تريكة وحسن.. ولابد من تطعيمه بلاعبين من اصحاب النشاط البدني والوفرة في اللياقة والتعدد في المهام الهجومية والدفاعية امثال شهاب الدين احمد او حتي عفروتو بالرغم من العتولة والمعلمة المبكرة التي اصابته.. ولابد من ان يحصل بعض اللاعبين امثال عبدالحميد شبانة وامير سعيود وكذلك معتز اينو علي فرصتهم لدعم هذه المنطقة التي اصبحت نقطة ضعف مع نقاط الضعف الشديدة والرهيبة المتمثلة في عقم الهجوم او ضعف المهاجمين وقلتهم وعدم كفاءتهم.. وفي المباراة الاخيرة تم رص غالي وابو تركية وبركات وفتحي وعزف كل منهم فاصلا منفردا ووقفوا جميعا يتفرجون علي الكرات التي تضيع منهم ولم يسع احدهم لتكملة الكرات المرتدة من الحارس او الدفاع المقابل حتي احمد فتحي المشهود له بالقوة والايجابية تسبب بثقة مبالغ فيها في تشكيل خطورة علي شباكه ولم يكن موفقا في التصرف في اغلب الكرات التي وصلته.. ولم تكن التسديدات الجمالية من اوضاع بهلوانية التي اطلقها القديس أبو تريكة كفيلة للابقاء عليه وحتي قبيل انتصاف الشوط الثاني أما غالي فقد استحق التغيير من منتصف الشوط الاول وربما لم يكن اصلا يستحق المشاركة. الغريب ان الاهلي يلعب بدون هجوم او بمهاجم وحيد هو طلعت الصاعد غير الواعد والذي امامه مشوار طويل ومرير كي ينضج.. ولا يجد هذا المهاجم الاوحد اية معونة لا من الخلف والاجناب عن طريق تمريرات ثنائية او ثلاثية تجعله يصل الي انفرادات واماكن يستطيع ان يمارس من خلالها مهارة التهديف.. كما ان قرينه الاكثر نضجا جدو لا يزال يفتقد ملكة التهديف التي ركبته في كأس أمم افريقيا ربما لظروفه النفسية وشروخه المعنوية التي قد تطول اسبابها ومدتها.. وهنا يبرز سؤالا مهما لا يمكن اغفاله مهما كانت العواقب والنتائج.. هل المنظومة الفنية للأهلي ذات حلقات متشابكة ومتخصصة؟! ام ان هذه الحلقات متباعدة ومتنافرة وغير متعاونة.. وهل لجنة الكرة فعلا تقوم بالدور الامثل والذي يتوافق مع خبرات وقدرات وامكانات ثلاثي اظلاعها وجميعهم من كباتن الاهلي ومصر السابقين.. ام انها فقدت فاعليتها وتقلصت ايجابيتها لاسباب متبانية وغير واضحة او معلومة.. ولعل افتقاد الاهلي لاحد الخطوط المهمة بل الخط الاكثر اهمية وفاعلية وهو الهجوم يعكس الاجابة الصحيحة وهي ان منظومة الاهلي تفتقر ان لم تكن تفتقد للاستراتيجية الفنية والرؤية المستقبلية.