هل هي مجرد طوبة طائشة يمكن السيطرة علي اي تاثير لها ام انها بداية لمشاهد جديدة في الختام معاكسة تماما لصورة البداية وباقات الورود التي استقبلت بها بعثة الاهلي حين حلت علي الجزائر صباح الخميس الماضي..؟ هل مات الاديب العربي الجزائري الكبير الطاهر وطار الذي ودعته بلد المليون شهيد امس الاول قبل ان تستقبل ابوتريكة وزملاءه علي ارض ملعب القبائل لتموت مع الطاهر وطار اي محاولة لانقاذ علاقات الاشقاء والتي انتفض الطاهر مدافعا عنها مع نخبة من المثقفين في الجانبين عندما شعروا ان عليهم الا يطول صمتهم المكلف..؟ هل ودعت الجماهير الجزائر العربية جثمان الطاهر ومعه ودعت اي محاولة لاحتواء غضب الصدور بسبب فعل الاقدام وسكوت العقول؟ تساؤلات كثيرة طافت بالذهن ونحن نتابع مساء امس الاول الطوبة الطائشة القاتلة التي رشقها متهور جزائري صوب حافلة لاعبي الاهلي وهم في طريقهم لاداء المران الاخير لهم بمدينة تيزي وزو قبل لقاء شبيبة القبائل مساء امس باستاد الاول من نوفمبر في الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية لدور الثمانية لدوري ابطال افريقيا لكرة القدم... يمكن ان تسمع الكثير من الصحفيين الجزائريين عن اسباب هذا الحجر الطائش او ما اذا كان مثله قابلا للتكرار والرشق في المباراة او التصعيد في هذا الجو المحقون بالتوتر.. كثير من صحافيي الجزائر يرفض ويبغض هذه الاحداث ويتحدثون باسي شديد علي ما يحدث لكنهم جميعا يصرون علي ان الجرح غائر وانهم موجوعون من الداخل بعمق بعد احداث لقاء منتخبي البلدين الشقيقين في تصفيات كأس العالم وتجد كثيرا من الصحفيين الجزائريين وهم يدعون في نهار رمضان علي من وصفوهم بشياطين الفضائيات او رجال الاعلام حتي بالجزائر وفي صحف بعينها يرون انهم السبب ايضا في تزكية غضب الصدور للحد الذي دفع شابا الي رشق حافلة الاهلي بحجر من وسط الزراعات الكثيفة قبل ان يتم القاء القبض عليه . واضح ان الجرح العربي غائر بالفعل ويحتاج الي عمل كبير ومستمر علي الصعيد الشعبي لاعلاء صوت العقل واضطلاع كل بدوره لرفع اثار وانقاض ما حدث خصوصا مع رفض رئيس النادي الاهلي حسن حمدي التصعيد في واقعة الحجر والاكتفاء بتسجيل موقف لحفظ حق قانوني للاهلي في طلب حماية خاصة وتعزيزيات امنية تحفظ سلامة لاعبيه واعضاء بعثته في الجزائر.. تصرف حسن حمدي المسئول وطلب اجتماعه باعضاء الوفد الاعلامي المرافق للبعثة وحتي في حضور صحفيين جزائريين علي اطراف مؤتمر مصغر باستاد الاول من نوفمبر بعد نصف الساعة فقط من وقوع حادث رشق اتوبيس اللاعبين لقي هذا الموقف استحسان مسئولي الجزائر عندما اكد رئيس النادي الاهلي ان حجرا القاه مشجع لا يمكن ان ينال او يقلل ابدا من جهود كبيرة بذلتها السلطات المسئولة بالجزائر خاصة ونحن نلحظ حجم التعزيزات الامنية الكبيرة لحماية البعثة وكذلك ما فعله مسئولو نادي شبيبة القبائل في استضافة البعثة وتسهيل اداء الفريق لتدريباته وايضا ما يتحمله رجال السفارة المصرية من متاعب ومنهم من حضر الي تيزي وزو واقام مع البعثة لتقديم اي خدمة لها.. وقال رئيس الاهلي : كل هذا لا يجب ابدا ان نغفله ونرميه مع هذا الحجر.. وشدد حسن حمدي علي ان ما حدث هو عمل فردي عارض لا اكثر ويجب وضعه في حجمه الطبيعي ونتعامل معه علي هذا الاساس . حضور الكبار التصرف المسئول في التعامل مع هذا الحادث لقي صدي جزائريا مسئولا اذ لم يكد ينتهي مران الاهلي في الملعب حتي دوت صافرات سيارات كبار المسئولين حول الملعب لتعلن عن حضور المحافظ ومدير الامن.. حضر محافظ او والي ولاية تيزي اوزو عزوز حسين ومدير الامن بالولاية عميد اول شرطة سرير محمد واجتمعا مع حسن حمدي وتحدث كل منهما بترحاب شديد بالاهلي وبعثته وقال المحافظ : تأكدوا تماما انكم في بلدكم وما حدث تصرف طائش من صبي سوف نتعامل معه بكل قوة وحسم واطمئنوا تماما ونحن نعتذر لكم عن ما حدث ولو ان لكم اي شكوي احب الاستماع اليها.. وشكره حسن حمدي مؤكدا له انه وصف الحادث بالفردي ورفض تصعيده واكد له علي شكر النادي الاهلي لكل ما تلقاه بعثته من رعاية وعناية في الجزائر.. واكد مدير الامن ان من ارتكب هذا الفعل تم القبض عليه وسط الزراعات وهو الان موجود في مديرية الامن وسوف يحال للمحكمة ولو ان للاهلي اي طلب او اجراء تجاهه فان عليه ان يقول اذا ما كان سيحرر محضرا قانونيا ضده او ما يرغب فيه ورفض رئيس الاهلي السير في اي خطوات قانونية ضد الجاني وقال ان الاهلي سجل موقفه الرياضي وفقا للوائح طرف مراقب المباراة الذي حضر وعاين الاتوبيس واللاعب المصاب اسامة حسني وتم تحرير تقرير بما حدث.. وشكر حسن حمدي محافظ ومدير امن ولاية تيزي وزو.. كان طبيعيا بعد هذا الحادث ان يتم تعزيز اجراءات الامن حول البعثة اكثر واكثر رغم شدتها حتي ان وسائل الاعلام الجزائرية تحدثت عن تخصيص 1500 رجل شرطة لحماية بعثة الاهلي لدرجة نشر رجال الشرطة حول و داخل الفندق الذي تقيم به البعثة وامام حجرات اللاعبين وكل اعضاء البعثة وطوال الليل تسمع اجهزة اللاسلكي بايدي رجال الشرطة بالفندق تنقل التعليمات وتشدد الاجراءات واثناء تحرك اتوبس الفريق في رحلة العودة من المران تم نشر الا لاف من رجال الشرطة لسد كل الطرق الجانبية ومداخل ومخارج كل مكان تمر به حافلة الاهلي التي وضعت وسط خمس سيارات شرطة.. حناشي يتراجع ويعتذر وفي الاجتماع الفني التقليدي الذي عقد مساء امس الاول وعقب معاينة مراقب المباراة المالي سياو فالي لاتوبيس الاهلي واللاعب المصاب اسامة حسني عرض خالد مرتجي عضو مجلس ادارة الاهلي المرافق للبعثة والذي مثل النادي في الاجتماع الفني تقريرا عما حدث وطلب حفظ حق ناديه ورد محمد حناشي رئيس نادي الشبيبة محاولا التقليل من قيمة الحدث او حجم اصابة اسامة حسني لكن وبعد مواجهته بتقرير الشرطة الجزائرية التي كانت مرافقة للاتوبيس وشاهدت الواقعة وصورته منذ وقوعه سكت حناشي واعتذر عما حدث بل وحضر الي مقر اقامة البعثة وقدم اعتذاره مجددا الي حسن حمدي واطمأن بنفسه علي اجراءت راحة البعثة وترتيبات دخول المباراة للاعبين واعضاء البعثة والاعلاميين الذين واجهتهم ظروف صعبة لاضطرارهم الجلوس بالمدرج المخصص لهم وسط صحفيي الجزائر وعلي مقربة من الجماهير التي زاد عددها عن العشرين الف مشجع رغم ان سعة الاستاد 18 الفا فقط لكن كانت التوقعات بان يزيد الحضور الي 22 الف مشجع مع دخول المباراة في الساعات الاخيرة قبل بدايتها.. خالد مرتجي اصطحب معه في الاجتماع الفني الحجر الذي القي علي الاتوبيس وهو كبير نسبيا وطلب من مراقب ومنسق المباراة تشديد التعزيزات الامنية وتوفير حماية امنية خاصة للبعثة وقال لهم مرتجي بعد ان قدم اليهم نفسه بصفته الدولية كعضو تنسيقي بالفيفا : اللوائح الدولية تعطينا الحق ان نضع المسئولية كاملة عليكم كمراقب ومنسق للمباراة و ونحملكم من الان مسئولية اي حادث يقع وارجو ان تسجلوا هذا كتابيا في محضر الاجتماع حتي يضطلع كل بدوره ومسئولياته.. وهو ما اشعر مراقب المباراة المالي والمنسق الايفواري بالمسئولية والخطر وطلبا الاجتماع بقيادات الامن ومسئولي نادي شبيبة القبائل لمراجعة الخطة الامنية والتنظيمية للمباراة المتوترة عزل اللاعبين
