من داخل ساحة معهد القادة بحلوان.. كان لقاء يجسد كل ما يجول بخاطر المجتمع وما يشهده من حراك اجتماعي وسياسي، وما يمثله من قوة التغيير الحقيقي والعمل الجاد.. كان لقاء لم يألفه الشباب من الحوار الجريء الصريح، لا لبس فيه ولا غموض.. لا محاذير ولا علامات حمراء.. حوار العقل والقلب.. وكما يقول المثل ما يخرج من القلب يدخل القلب مباشرة.. في معهد القادة بحلوان.. كان حديث مصر القوية القادرة الفاعلة، مصر التاريخ والمعاصرة.. مصر قلعة الحرية والديمقراطية في المنطقة، بلا مهاترات، ولا مظاهرات، ولا شعارات.. طرفي الحوار، أمين السياسات بالحزب الوطني جمال مبارك وشباب جامعات مصر. جسد طرفا الحوار مستقبل مصر الحقيقي، ثقة بالنفس، وثقة ببلدهم، والامل الكبير في مستقبل ينطلق من قوة الحاضر، ورصيد من العمل سنوات طويلة مضت. فكانت مصر اليوم.. القادرة في مواجهة كل متغيرات العالم العاتية سياسيا واقتصاديا.. واستطاعت ان تقف صلبة شامخة، بوصلة الأمن والاستقرار والساعية للسلام، وحق شعوب المنطقة في مستقبل آمن وحياة أفضل. اسئلة الشباب، نطقت بوعيهم بمشاكل بلدهم.. وجديتهم في البحث عن حلول، بكل منطق وعقل، وبلا حساسية أو رهبة أو خوف.. كانت الاسئلة وكأنها تظاهرة حكيمة عاقلة، وليست غوغائية الهتافات وشعارات مخطوطة علي لافتات يحملها بعض المتظاهرين بالشوارع بمناسبة وبدون مناسبة. وكانت الاجابات من امين السياسات قوية واضحة صريحة، بلا تجميل أو تزويق أو دفاع أو ليس بالامكان أحسن مما كان. كل ما يموج به الشارع المصري من تساؤلات وعلامات استفهام واستفسارات عبر عنه الشباب، الذين عبروا عن هموم وطنهم، مع حبهم الكبير وانتمائهم القوي وثقتهم في مستقبل افضل في كل المجالات.. لقاء يحمل عنوان »التغيير الحقيقي.. الممارسة السياسية والديمقراطية الحقيقية«. سأل الشباب جمال مبارك عن توريث الحكم ورجال الأعمال الوزراء، والبطالة، والواسطة أو المحسوبية في العمل وغيره، وعن فساد بعض اعضاء مجلس الشعب والمسئولين، وعن حقوق الانسان وعن القطاع الخاص والتنمية في الصعيد، وعن الفقر والفقراء، والتعديلات الدستورية، والاصلاح والتغيير وعن زيادة المرتبات.. وسألوه وحاوروه عن علاقات مصر بأمريكا وعملية السلام وتنامي الدور الايراني والتركي في المنطقة وعن أزمة المياه وعلاقات مصر بدول حوض النيل.. سألوه في كل شيء يدور في ذهنهم أو يعانون منه في حياتهم.. واجابهم أمين السياسات في جو من الود بكل صراحة ووضوح.. اجاب بأمانة.. رد علي اسئلتهم بوعي السياسي الصادق مع المواطنين دون لف أو دوران، لم يتهاون في اجابة أي سؤال، ولم يستنكر حديث أي شاب.. فكان حديث القلب للقلب.. خرج منه الشباب اكثر ثقة وقناعة واقوي أملا ويقينا في مستقبل بلدهم. ما حدث في معهد القادة بحلوان.. لا يجب ان يكون لقاء المناسبة أو الصدفة أو لقاء المرة الواحدة.. ولكن يجب ان يكون اللقاء الدوري علي رأس كل شهر.