الطقس شديد الحرارة الذي تمر به مصر هذا الصيف تسبب في زيادة استهلاك الكهرباء بدرجة لم يسبق لها مثيل .. معظم الناس لجأت إلي أجهزة التكييف والمراوح ليلا ونهارا لإطفاء نار لهيب الجو الخانق .. وكان من نتيجة ذلك تزايد الأحمال علي محطات التوليد والمحولات ..لاحظنا انقطاع التيار الكهربائي بشكل لم نعهده من قبل .. كل هذا دعا البعض إلي التفكير في ترشيد استهلاك الكهرباء وهذا حقهم ونؤيدهم فيه بشدة ونتمني أن يمتد الترشيد إلي المياه أيضا .. طالب البعض بتحديد ساعات عمل معينة للمحلات التجارية حتي العاشرة مساءًً مع استثناء المحلات الضرورية للأطعمة والمشروبات والصيدليات وهذا أمر منطقي سبقتنا إليه عدد من الدول العربية والأوروبية. لكن أن يصل تفكير البعض في إطفاء أنوار الشوارع فهنا لابد من وقفة لأنهم يحلون المشكلة بمشكلة أكبر دون أن يدرون عواقبها الوخيمة علي الجميع. الشوارع المظلمة يا سادة تعد أرضا خصبة لانتعاش معدلات الجريمة بكل أنواعها بداية من خطف حقائب السيدات والسلاسل مرورا بالتحرش الجنسي وهتك العرض وانتهاء بالبلطجة والقتل والاغتصاب .. الشوارع المظلمة تعطي الأمان والحماية الأكيدة للصوص والمجرمين والذئاب أن يرتعوا ويعيثوا في الأرض فسادا وينفذوا جرائمهم باطمئنان. كنت أتصور أن يفكر المتخصصون ويبحثون عن وسائل جديدة للطاقة مثل الطاقة الشمسية خاصة ونحن بلد لاتغيب شمسها وأن يستفاد من طاقتها في تشغيل المصانع الكبري والشركات التي تلتهم الكثير من الطاقة الكهربائية .. كنت أتصور أن يفكروا في طاقة الرياح وغيرها من وسائل الطاقة الكثيرة. كنت أتصور ان يرشدوا استهلاك الكهرباء بإطفاء كشافات الشوارع التي تظل مضاءة طوال النهار لان الموظف المسئول عنها لم يكلف نفسه عناء الضغط علي زر إيقاف تشغيلها. يا سادة لا تطفئوا الشوارع وتعيدونا إلي عهود الظلام وقت أن كان الناس يخشون قدوم الليل الذي كان يثير في قلوبهم الخوف و تكثر فيه الجرائم ويتنفسون الصعداء مع بزوغ الفجر.