تعد مشكلة تزايد أعداد الإطارات المستعملة سنوياً تحدياً كبيراً يواجه البيئة المصرية.. بل تعتبر قنابل موقوتة بكل معني الكلمة.. فإذا تم حرقها تسبب أضراراً صحية خطيرة للمواطنين وتسبب تلوثاً للهواء بالأدخنة والغازات السامة الناتجة عن 02 مادة كيميائية تدخل في مادة المطاط التي تصنع منها هذه الإطارات وإذا تم دفنها في مقالب القمامة فإنها لا تتحلل بسهولة حتي مع دفنها لسنوات طويلة. الغريب أنه لا يوجد في مصر حتي الآن حصر دقيق لأعداد الإطارات المتهالكة.. ولم يتم تقديم أي مشروع لوزارة البيئة لإعادة تدويرها رغم الفوائد البيئية والاقتصادية الضخمة لتنفيذ مثل هذا المشروع وسرعة تدوير رأس المال واستعادة ما ينفق علي المشروع خلال سنة واحدة. وزارة البيئة أعدت دراسة مبدئية عن تدوير الإطارات باعتبارها من النفايات الخطرة.. ولتحقيق الاستفادة الاقتصادية منها بدلاً من حرقها حرقاً مكشوفاً أو دفنها بطريقة عشوائية. الدراسات المتوافرة في العالم تشير إلي أنه يمكن الاستفادة الاقتصادية من تدوير الإطارات والعديد يعتبرونها الكنز الأسود حيث يمكن إنتاج بودرة المطاط التي تستخدم في رصف الطرق وصناعات الأحذية وخراطيم المياه وتيل الفرامل حيث يدخل الكاوتشوك بنسبة تصل إلي 04٪ من مكونات تيل الفرامل.. وتزداد أهمية الكاوتشوك في هذه الصناعة بعد استبعاد الاسبتوس من تيل الفرامل لما له من تأثيرات ضارة بالصحة، كما أن وجود المطاط في تيل الفرامل يزيد من معامل الاحتكاك. يستخدم الكاوتشوك المعاد تدويره في صناعة قبقاب الفرامل المستخدم في القطارات بدلاً من الزهر وقد ثبت أنه يساعد علي إطالة عمر عجلات القطارات التي تتكلف مبالغ طائلة عند استيرادها. كما يستخدم الكاوتشوك المعاد تدويره في أرضيات الملاعب الرياضية وفي بناء العقارات بعد إضافة مواد مساعدة.. وتستخدم بودرة المطاط المنتجة من تدوير الإطارات كوقود في صناعة الأسمنت لما لها من محتوي حراري عال.. وينتج الطن من الإطارات 007 كيلو جرام من الوقود أي أن 4 إطارات تنتج طاقة توازي برميل بترول.. كما يستخدم في موانع التسرب والوصلات المرنة لما لها من مرونة عالية تضمن تشغيل المعدات بأمن وسلامة ضد أخطار التسريب والضغوط العالية. وقد تم إنشاء أول مصنع لفصل حبيبات الكاوتشوك من الإطارات القديمة المستعملة في السويد عام 9991 وتم تحديثه عام 3002.. كما تم تشغيل مصنع آخر عام 1002 في ألاسكا ومصنع ثالث بكندا إلي جانب مصانع أخري في فرنسا وايطاليا وألمانيا.. ويتزايد الطلب علي مصانع تدوير إطارات الكاوتشوك في العالم لتزايد أعداد هذه الإطارات حيث يبلغ استهلاك الولاياتالمتحدة من الإطارات سنوياً 082 مليون إطار منها 58٪ اطارات سيارات.. وبريطانيا يوجد بها 05 مليون إطار والسعودية 32 مليون إطار.. والغريب أن الولاياتالمتحدة تقوم بتدوير 8٪ من الإطارات المستعملة فقط وتحرق 04٪ منها كمصادر للوقود في مصانع الأسمنت ويوجد بها حالياً أكثر من 001 مصنع لتقطيع الإطارات المستعملة وما بين 51 - 02 مصنعاً فقط لمعالجة المطاط الناتج عن عملية تدوير الإطارات وتدفن أكثر من 05٪ من الإطارات في مقالب خاصة. ويشير خبراء تدوير إطارات الكاوتشوك إلي أن أي وحدة لتدوير 0052 كيلو جرام من الإطارات تنتج 005 كيلو جرام من حديد الأسلاك بنسبة 02٪ و521 كيلو من النايلون والألياف بنسبة 5٪ وبودرة مطاط بمختلف أحجام بنسبة 47٪ بإجمالي 0591 كيلو جراماً. وتفتح صناعة تدوير إطارات الكاوتشوك مجالات لصناعات جديدة وزيادة الصادرات من المنتجات إلي الأسواق الخارجية بما يحسن ميزان المدفوعات وتوفير فرص عمل جديدة للشباب.. بالإضافة إلي حماية البيئة من أخطر الملوثات.