تقدم إسرائيل نفسها إلي العالم مدعومة بالآلة الدعائية الأمريكية الضخمة علي أنها واحة الديمقراطية والتقدم الوحيدة في شرق أوسط متخلف وجاهل ومعقد يضطهد المرأة ويرفض مساهمتها في المجتمع ولذلك نجد صورة المرأة الاسرائيلية في الغرب بأنها العصرية التي لا تقل عن المرأة الغربية، وعارضات الازياء الاسرائيليات يلبسن البيكيني وتظهر الافلام الشواطيء الاسرائيلية وهي مليئة بالاسرائيليات المتحررات بل وتباهت اسرائيل مؤخراً بأول عرض في شوارع القدس للشواذ والشاذات الذي شارك فيه ألوف ليس من الاسرائيليين فقط ولكن من انحاء العالم واصبح عرضاً سنوياً سيقام في المستقبل. وللإنصاف فإن عدداً من الاسرائيليين المتدينين عارضوا ذلك باعتباره يخالف التعاليم اليهودية التي تحرم الشذوذ. ما المناسبة من هذه المقدمة؟ المناسبة هي مشاركة الأوساط الاسرائيلية واليهودية الغربية في تأييد الحكومة الفرنسية في قرارها منع النقاب في فرنسا باعتبار ان ذلك يكرس تخلف المرأة المسلمة؟ ولكن ياللهول، لقد اكتشفت اسرائيل ان النقاب الذي يسمونه البرقع منتشر في اسرائيل ليس بين عرب اسرائيل ولكن بين اليهوديات انفسهن، كيف حدث ذلك ومتي ولماذا لم يتخذ اي اجراء لمنع ذلك؟ هذا هو محور المناقشات في اسرائيل الآن. لقد أصر عدد من ازواج الاسرائيليات اللواتي فضلن ارتداء النقاب علي الطلب من هيئة الحاخامات اصدار فتوي تنص علي ان هذا النقاب ما هو إلا رداء مثير تماماً مثل ارتداء ملابس فاضحة منذ ثلاث سنوات اصرت بعض الاسرائيليات اللواتي ينتمين الي احدي الجماعات اليهودية في بلدة بيت شمس علي ارتداء النقاب او البرقع باعتبار ان ذلك يعبر عن تواضعهن وحشمتهن من ذلك الحين انتشرت هذه الظاهرة الي خمس مدن اسرائيلية اخري مما اثار فزع السلطات الدينية اليهودية التي تعاملت أول الامر مع هذه الظاهرة باعتبارها مجرد تقليع سيختفي، ولكنه في اقل تقدير فإن مئات الاسرائيليات اصبحن يرتدين النقاب وفي حين ان الديانة اليهودية القديمة تحض النساء علي اللبس المحتشم وان يغطين رءوسهن بما يشبه الحجاب او القبعة او حتي الشعر المستعار، والمهم الا تظهر المرأة اليهودية علانية وشعرها غير مغطي ولكن الآن هناك الآلاف منهن ممن يصررن علي تغطية وجوههن بل وارتداء عدة اردية فوق اجسامهن في نفس الوقت من اجل كما يقلن عدم اظهار شكل قوامهن!! تقول إحداهن لصحيفة اسرائيلية: في البداية كنت اضع علي رأسي شعراً مستعاراً، ولكنني عندما اشاهد الآن امرأة اخري تفعل ذلك فإنني ادعو الله ان يغفر لها بل ان الجنود الاسرائيليين المدججين بالسلاح في الشوارع الاسرائيلية يستوقفونهن ويسألون عن مستندات تثبت شخصيتهن وانهن غير مسلمات وقد وصل الامر ببعض الازواج الاسرائيليين الي الذهاب الي المحاكم اليهودية مطالبين تدخلها لاجبار زوجاتهن علي خلع النقاب. الامر الثاني سمعته من الاذاعة الوطنية الامريكية منذ ايام قليلة وهي احدي المحطات الموضوعية القليلة التي ما زالت توجد في الولاياتالمتحدة وتتمتع بمصدقية ورصانة في تعليقاتها في خضم هيستريا وسائل الاعلام الامريكية المؤيدة لإسرائيل علي طول الخط بل تزايد احياناً علي الصحافة الاسرائيلية نفسها لقد تبين من التحقيق الذي اذاعته ان هناك تفرقة بين الرجل والمرأة في اسرائيل حتي عند الصلاة بجانب حائط المبكي بالقدس. لقد ظهر أن القانون الاسرائيلي نفسه يشرع التفرقة بين الرجل والمرأة عند الصلاة، وذلك في بلد يتباهي سكانه بأنهم علمانيون ومتقدمون ويؤمنون بالمساواة بين الرجل والمرأة، ويجب ألا ننسي هنا التفرقة العنصرية البغيضة التي تستهدف الفلسطينيين في الاراضي المحتلة وايضاً الممارسات ضد عرب اسرائيل ولذلك انشأت بعض الاسرائيليات الغاضبات من هذه القوانين المقيدة جمعية للدفاع عن حقهن في الصلاة تماماً مثل الرجال وهو ما عرضهن للاعتقال من جانب البوليس الذي اصر علي مصادرة نسخ التوراة التي يحملنها معهن في حين ان هناك مئات النسخ المجانية متاحة للرجال فقط في مكان غير مسموح للنسوة بدخوله بل ان المحكمة العليا في اسرائيل اصدرت حكماً يمنع النساء من قراءة التوراة بجانب هذا الحائط كما يفعل الرجال وتشتكي رئيسة هذه الجماعة بأنها لا تلقي معارضة وتصرفات عنيفة من جانب العديد من الرجال المتعصبين فقط ولكن ايضاً من بعض النسوة المنضمات الي جماعات متطرفة ومن المعروف ان الجماعات الدينية المتطرفة في اسرائيل هي التي تسيطر علي اي حكومة اسرائيلية بما فيها حكومة نتنياهو الحالية وتجبر الحكومة علي اعفاء ابنائها من الخدمة العسكرية وتحصل علي معونات مالية ضخمة لتمويل مشروعات ينتشر فيها الفساد وهي تتدخل في كل نواحي الحياة للإسرائيليين سواء عند الزواج أو دفن الموتي أو الدراسة الخ. ويفيد هذا التقرير الامريكي المثير عن وجود اوتوبيسات بالعشرات يمنع فيها اختلاط الرجال بالنساء، وفي حالات اخري فإن النساء يجبرن علي الجلوس في مؤخرة الاوتوبيس وتخصص مقاعد للرجال فقط في الامام تماماً مثل معاملة الزنوج سابقاً في امريكا، ولم تفلح حتي الآن كل الدعاوي التي رفعت امام المحاكم الاسرائيلية لإلغاء هذه الاجراءات الشاذة. من النوادر الاسرائيلية الاخيرة التي لقيت ولا تزال تغطية اعلامية غير مسبوقة في اسرائيل والخارج، هي موافقة امرأة اسرائيلية برضاها الكامل علي ممارسة الجنس مع رجل فلسطيني اعتقدت كما تدعي انه يهودي وعندما اكتشفت عدم ذلك بعد اتمام الواقعة كما تدعي اشتكت للبوليس الذي قدم الرجل الي المحاكمة التي حكمت عليه بتهمة الاغتصاب بالتدليس وبالسجن لأكثر من عام ونصف. هذه المرأة العفيفة تعترف بموافقتها ورضاها الكامل علي ممارسة الجنس مع هذا الشخص ولكنها تقول انها تفعل ذلك مع اليهود فقط تداعيات هذه القصة الغريبة مازالت تتوالي في اسرائيل. أما النادرة الأخيرة فانها توضح ان الاقامة في اسرائيل لا تشجع كثيراً علي الحياة الزوجية حتي بالنسبة لغير الاسرائيليين لقد اعلن ان احد سفراء امريكا اللاتينية في اسرائيل هجر زوجته ولم يترك لها أي شيء بل استولي علي اربعين قطة كانت تربيها في المنزل اتصل هذا السفير بزوجته التي كانت خارج اسرائيل في اوروبا لكي يخبرها انه سيهجرها ويعود الي بلاده آخذا معه كل الاثاث والمتعلقات الشخصية لها عندما عادت الزوجة بسرعة الي المنزل وجدته خاوياً ليس به اي شيء حتي ملابسها ومجوهراتها قد اختفت وقام الزوج بإلغاء بطاقة الائتمان الخاصة بزوجته وتأمينها الصحي ولكن اكثر ما أضرها هو فقدانها الاربعين قطة وكلبين كانت تربيها في المنزل.