كعادتي يوميا.. كنت أتصفح الجرائد الصادرة صباح الخميس الماضي.. ودائما بحكم المهنة يكون التركيز والأولوية علي قراءة الأخبار السياسية المهمة.. ولكني لمحت بطرف عيني.. عنوانا علي الصفحة الخامسة لجريدة الجمهورية.. العنوان من أربع كلمات فقط.. يقول »مشروع العمر.. للحزب الوطني!«.. وبحاسة الصحفي استنتجت من العنوان أن موضوع المقال يتناول قضية تعمير سيناء. صدق ما توقعت.. المقال كتبه الأستاذ محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية.. قال: »في مصر عدة مشروعات للمستقبل أهمها مشروعا الألف قرية، وتطوير الصعيد..«.. واستطرد في مقاله بكلمات اثلجت صدري وشرحته: »غير أن هناك مشروعا أهملناه طويلا هو مشروع تطوير سيناء« وطرح رؤية سحرية لحل مشكلتي التمويل والمياه في كلمات موجزة قال: »في بنوكنا الوطنية 005 مليار جنيه، لو خصصنا 5٪ منها لتنمية سيناء ستكون الحصيلة 52 مليار جنيه.. ولو أقمنا 052 قرية سنويا، سيكون لدينا 0052 قرية في عشرة أعوام.. مساحة كل قرية ألف فدان، ومن ثم يمكن أن تزيد الرقعة الزراعية لمصر 5.2 مليون فدان مع تشغيل 5.4 مليون شاب خلال عشرة أعوام، واستطرد.. لنفكر في نقل مياه بحيرة السد العالي لسيناء أو تجريب الحفر لعمق ألف متر في سيناء بدلا من أن يقتصر الحفر علي 003 متر فقط«.. واختتم قائلا: إنه مشروع العمر للحزب الوطني وينهي إلي الأبد مقولة »سيناء فاضية«!! شكرا للأستاذ محمد علي إبراهيم علي أفكاره واهتمامه بقضية تعمير سيناء التي وهبت لها هذه المساحة- بعد استئذان رئيس تحرير الأخبار- وأكتب اسبوعيا منذ أكثر من عامين عن ضرورة تحرك حكومتنا الذكية نحو سيناء ولكن لا حياة لمن تنادي. مقال رئيس تحرير الجمهورية، عاد بي إلي الوراء، وتذكرت مقالا نشرته في هذه المساحة صباح الثلاثاء 9 ديسمبر 8002 بعنوان »الشوري سند لسيناء«.. حيث كتبت أقول: في اجتماع المجلس برئاسة الوطني العاشق لمصر صفوت الشريف.. طالب الأعضاء خلال مناقشة الاتفاقية الخاصة بتمويل مشروعات تحسين أحوال المعيشة لأهالي سيناء بضرورة إنشاء وزارة أو هيئة تتولي مسئولية تنفيذ مشروعات تعمير وتنمية سيناء علي غرار هيئة السد العالي«. وللتذكرة فلم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي تناول فيها مجلس الشوري قضية تعمير وتنمية سيناء.. فلقد سبق أن نشرت - أيضا- يوم الثلاثاء 62 فبراير من عام 8002 مقالا: أكد فيه الشريف أنه سيعطي أهمية خاصة لتقرير لجنة الصناعة والطاقة بالمجلس عن زيارتها الميدانية لسيناء وقلت يومها: »أهمية كلمات الشريف من وجهة نظري تعود لثلاثة أسباب، الأول: أنه رئيس مجلس الشوري.. والثاني أنه الأمين العام للحزب الوطني والثالث يعطي درسا للحكومة الصامتة تجاه ما يجري حولنا لعلها تتعلم«. وفي مقالي يوم 11 مارس 8002 كتبت تعظيم سلام للشريف ورجال الشوري وأعجبني رئيس لجنة الصناعة بالشوري عندما أعلن أن كل ما تحتاجه سيناء يتراوح ما بين 8 إلي 01 مليارات جنيه لتتحول سيناء »الجرداء« إلي سيناء »الخضراء«.. أدعو الله أن يتخذ الحزب الوطني قراره بأن يتولي ورجاله المحترمون من رجال الأعمال مسئولية تعمير وتنمية سيناء.. ليكون قدوة لكل الأحزاب.. وليكون بالفعل مشروع العمر كل المصريين. وإلي لقاء الأسبوع المقبل مع الحبيبة سيناء إن كان في العمر بقية. [email protected]