كثر الحديث عن تنمية سيناء اخذا مساره ومستمدا مادته من المشروع القومي الذي خطط له في عام 4991م ملتمسا كل متحدث بشأنه ان يكتمل في نهاية 7102م كما هو مخطط له. وبقراءة عابرة في المشروع نجد ان القطاعات التنموية تأخذ مكانها عملاقة بين ثناياه وكذلك مشروعات البنية الاساسية التي تمثل ركيزة للإستثمار والاقتصاد لاي منطقة تأخذ مكانها ايضا كأحد عوامل التنمية الرئيسية إضافة إلي قطاعات كثيرة مخطط لها ونقرأها بين دفتي المشروع، واذا تركنا قراءة المشروع جانبا والتفتنا إلي ماهو محقق نجد انه لايرضي طموحا وآمالا عشناها مع ابديته حيث نسب التنفيذ متفاونة ولم يتم تركيزها في قطاع التمويل مما يزيد من البطء في نسب الانجاز وبالتالي تزيد التكلفة علي مر السنوات نتيجة لزيادة الاسعار فيبقي الحال علي ماهو عليه، اضافة إلي عدم التنسيق والتضارب في الاختصاص مما يثير الشكوك التي تدور حولة ولاتزال قائمة لإن الخطط المدروسة بتمويل مستقرينتهيان بالتنفيذ وتتحقق الاهداف خلال مدة زمنية لاتتجاوزها. واذا لاحظنا ان من اهداف المشروع هو المساعدة علي التوطين واستهداف تسكين اكثر من ثلاثة ملايين نسمة في شبة جزيرة سيناء نجد ان عوامل الجذب لاتصل إلي هذا الهدف حيث لايتجاوز عدد السكان فيها حوالي 005 الف نسمة علي مساحة 6٪ من اجمالي مساحة مصر التي يتركز سكانها ايضا علي مساحة مماثلة هي الدلتا ووادي النيل. غير اننا نجد في الافق بارقة امل تمثل نموذجا فريدا لما يمكن ان يكون عليه المشروع لكي يأخذ خطواته نحو التوطين ففي لقاء مع السيدة الفاضلة سوزان مبارك اثناء زيارتها لشمال سيناء بعد احداث السيول مباشرة وتبادل الآراء معها اقترحت سيادتها ان يكون هناك نموذج تبدأ به مسيرة التوطين ليس لاجل حادث عارض وانما كفكرة مستديمة تخدم الجيل الحالي والاجيال اللاحقة فكانت فكرة القرية الرائدة بتمويل من جمعية الهلال الاحمر برئآسة سيادتها وبتكليف منها لمحافظة شمال سيناء ومؤسسة سيناء للتنمية لانجاز القرية في اقصر مدة زمنية تشبه الفيمتوثانية لعالمنا الجليل الدكتور أحمد زويل فكانت نموذجا يمثل إدارة الإرادة لتحقيق الريادة، واذا ذهبنا غير بعيد علي طريق مصر الاسكندرية الصحراوي نجد بوابة دخول للقرية الذكية التي احيانا كثيرة ما تلجأ اليها الحكومة بعيدا عن زحام القاهرة لكي تستخدم بطاقات الذكاء »smart card« للتعامل مع الواقع أو الهروب من الملاحقات الخدمية. والقرية الذكية تعتبر مجتمعا إداريا متكاملا من الخدمات والاعمال المتنوعة تأسست شركة باسمها في عام 1002م كان هدفها الرئيسي هو دعم وتنمية الكيانات التكنولوجية ومؤسسات الاعمال علي المستوي المحلي والاقليمي وتقع علي مساحة 3 ملايين متر مربع ولها بنية اساسية متقدمة وتعمل في بيئة مناسبة وبها اكثر من 00021 موظف ومستهدف ان يصلوا إلي 00008 الف بنهاية عام 4102 م ولاوجة للمقارنة بين القريتين فهذه لمجتمع الاعمال وتلك لتوطين الاجيال واذا كانت الريادة تأتي من الذكاء فإن السيدة الفاضلة وظفت ذكاءها في تحقيق الريادة والشواهد كثيرة فمن مكتبة الاسكندرية إلي رعاية اطفال مصر مما لايتسع المجال لحصرة ولعل الحكومة تستفيد من هذا الذكاء وتحاكية لتوظيف فكرة التوسع في انشاء القري الرائدة في سيناء والمحافظات الصحراوية فلو تتبعنا مسار خط بارليف الذي تم قهرة في حرب اكتوبر 3791 م نجد انه يتكون من عدد 22 موقعا حصينا به 13 نقطة قوية ممتدة علي طول قناة السويس. ولو اخذنا المسافة من خط القناة حتي حدودنا الشرقية وهي اكثر من 002 كم وقمنا بإنشاء عدد 52 قرية رائدة بمحاذاة قناة السويس شمالا وجنوبا واتجهنا نحو الشرق بمسافة فاصلة بين خط تلك القري في حدود 52 كم عن مثيلتها وصولا إلي الخط الحدودي لتكون لدينا حوالي 002 قرية رائدة تكون بمثابة نقط حصينة وقوية بسكانها ومشروعاتها الانتاجية مع الاستفادة مما هو قائم من قري اقامها ابناء سيناء وانشاء قري فرعية بجوارها قابلة للتوسع مما يساعد علي تكوين منظومة واعية وسريعة للتوطين بجهد حكومي وشعبي يقوم بالبنية الاساسية ومؤسسات اعمال تنظر إلي البعد الاجتماعي والامني والسياسي دون النظرة الاقتصادية التي تعتمد علي الربح والخسارة وفكرة تلك القري اسرع وانسب من المدن المليونية من وجهة نظرنا للتوطين. ولعل ما نحلم به اليوم كما وصانا السيد اللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء في اكثر من حديث معه وهو يحلم مثلنا وينتظر ان تفسر احلامه حكومتنا الرشيدة وتسعي في تحقيقها اليوم قبل الغد علي الرغم من ان غدا لناظره قريب الا اننا نحتاج قبل توسع الحكومة في القري الذكية ان تمنح سيناء بطاقة ذكاء وبطاقة شحن لتمويل تلك الاحلام لتكون واقعا وننبهها بأن احلامنا سوف تظل قائمة في اليقظة وبلا نوم حتي اشعار آخر. كاتب المقال : عضو مجلس الشعب