أعادني الدكتور عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة الي ذكريات عمرها 43 عاما بدعوة رقيقة منه لحضور عرض مشروعات تخرج الورد اللي فتح في جناين الاعلام المصري لم يكن من قبيل المفارقة والتليفزيون المصري يحتفل بعيد ميلاده الخمسين ان تقترب كلية الاعلام من الاحتفال بعيدها الاربعين فالشئ لزوم الشئ كان لابد من إنشاء كلية للإعلام بعد إنطلاق التليفزيون المصري فقد كان الجهاز الوليد يحتاج الي مصنع لتخريج المواهب وكان إنشاء قسم للاذاعة والتليفزيون بكلية الاعلام حدثا فارقا اوائل سبعينات القرن الماضي فقسم الصحافة كان موجودا بالفعل كأحد أقسام كلية الاداب قبل إنشاء كلية الإعلام عام 1791 كان المستحدث هما قسمي الاذاعة والتليفزيون والعلاقات العامة والإعلان ومنذ عام 5791 وهذا القسم يغذي التليفزيون المصري والتليفزيونات العربية ومن بعدها الفضائيات بجميع كوادرها من رئيس القناة حتي أصغر معد بل ان أساتذة هذا القسم كانوا وراء إنشاء العديد من الأقسام القرينة في الجامعات الحكومية والخاصة الاخري سواء المصرية او العربية. لكل ذلك تجمعت اسباب عديدة لشعوري بالسعادة لحضور المهرجان الحادي عشر لمشروعات تخرج قسم الاذاعة والتليفزيون هذا الاسبوع.. تذكرت مثل هذه الايام حين تخرجت من نفس القسم عام 6791 والحق أقول انه إختلطت مشاعر الفرح بالغيرة فلم يكن بالقسم وقتها أي ستديوهات كي نقوم بانتاج مشروعات تخرج تخرج ببساطة لانه لم يكن هناك مبني للكلية من أصله ولم يكن ضمن المنهج مادة اسمها مشروع التخرج.. الان أجلس لاتابع 01 مشروعات تليفزيونية وثلاثة إذاعية لخريجي هذا العام تنم معظمها عن أفكار مبتكرة ورؤي مبدعة تجعل الامل مشرقا في نهضة عظيمة تنتظر حاوي القرنين العشرين والحادي والعشرين (التليفزيون) وأمه (الاذاعة) علي ايدي هؤلاء كبار صغار المبدعين شاهدت وإستمتعت بفيلم »أحجار« الفائز بالمركز الاول والذي يحكي قصة الصراع بين الخير والشر مستخدما لعبة الشطرنج للاسقاط علي الواقع من خلال ما ترمز اليه احجار اللعبة المختلفة وفيلم »حلوة الحلوات« حاصد المركز الثاني والذي يجسد قيمة الانتماء من خلال مراكبي وعامل وفلاح يصورون مدي جمال مصر المحروسة وهو يصلح للدعاية السياحية لمصر. وتوقفت كثيرا امام فيلم »المملكة« صاحب المركز الثالث الذي يحكي قصة إغتراب الانسان المصري الذي يعيش وسط المباني الحديثة التي لا تعكس اي هوية لهذا البلد ولكن حين يدخل الي شارع المعز لدين الله ينتقل الي عالم آخر ودنيا أخري ويحس بأنه عثر علي ضالتة . الحجر هنا دال علي فكر البشر.. العمارة لم تكن أبنية جميلة فقط ولكن لها وظيفة. لم يهتم السلطان حسن والسلطان قلاوون وابنه محمد ببناء المساجد فقط ولكن بنوا معها المدارس والاسبلة والمستشفيات واهتموا بالمرضي حتي انهم كانوا يخصصون عازفين علي الكمان للتخفيف من آلامهم. وسعدت بفيلم »نداء أخرس« (الثالث مكرر) الذي يحذر من الخطر الداهم الذي يهدد المسجد الاقصي واخيرا جاء فيلم »قهوة بوشين« ليتحدث عن اختلاف دور المقهي زمان عن دوره الان.. فكان المقهي منتدي ثقافيا يجمع معظم اساطين الادب في صالونات ثقافية مفتوحة واصبح الان ملتقي لتدخين الشيشة للبنات والبنين او مركزا للشات في المقاهي الالكترونية. يوم كامل من المتعة البصرية قضيته في كليتي التي لولا الجهود المخلصة للدكتور عدلي رضا رئيس قسم الاذاعة والتليفزيون والدكتورة ليلي عبد المجيد عميد الكلية والدكتور حسن عماد وكيلها وعدد كبير من علماء مصر في مجال الاعلام، لولاهم ما تفتح هذا الورد في بساتين الاعلام المصري علي رأي عمنا احمد فؤاد نجم.