أعلن كبار المسئولين لتحالف الحضارات أول وثيقة للحوار الثقافي في ختام اجتماعاتهم بمكتبة الإسكندرية في إطار حوار البحر المتوسط وذلك بعد تحضيرات استمرت ستة أشهر، وبمبادرة من الرئيس محمد حسني مبارك .. صرح بذلك السفير رءوف سعد ممثل أحمد أبو الغيط وزير الخارجية وأوضح أن هذه الوثيقة سوف يتم اعتمادها بواسطة وزارة الخارجية وستعرض علي المؤتمر الوزاري لدول المنطقة في مالطا في نوفمبر 2010.. وكانت مكتبة الإسكندرية قد شهدت أول أمس ختام فعاليات اجتماع كبار المسئولين لتحالف الحضارات الخاص بالإستراتيجية الإقليمية للتحالف الأورومتوسطي، والذي نظمه معهد دراسات السلام بالمكتبة، بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية واستمرت ليومين حضر الاجتماع رئيس البرتغال السابق جورجي سامبايو؛ الممثل السامي لتحالف الحضارات، والدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية وسفير التحالف، والسفير رءوف سعد، ممثلاً لأحمد أبو الغيط وزير الخارجية وشارك فيه مندوبون من 39 دولة من الدول الأورومتوسطية الأعضاء في تحالف الحضارات، وممثلو 11 منظمة دولية؛ منها: الأممالمتحدة، وجامعة الدول العربية، ومؤسسة أنا ليند للحوار بين الثقافات..وأشار سعد إلي أن الوثيقة تركز علي أربعة محاور رئيسية يقوم عليها التحالف وهي الشباب والإعلام والهجرة والتعليم، وهي تضع الإطار والأهداف والمبادئ لعمل التحالف من خلال أول خطة عمل تنفيذية لبرامج ومشروعات المنطقة التي يجري الاتفاق عليها الآن، والتي سيتم اعتمادها في اجتماع مالطا للتنفيذ بداية من يناير 2011 وحتي نهاية عام 2015.. وأضاف أن أهمية هذا الاجتماع تكمن في أنه ينتقل من مرحلة الصياغات إلي مرحلة التنفيذ، ومن مستوي النخبة إلي مستوي الشباب، والتعامل مع مشكلات الهجرة والتعليم والإعلام من خلال مبادرة تحالف الحضارات.. وأكد أن الاجتماع قد أصدر أيضاً وثيقة ثانية وهي بيان الإسكندرية والذي يحدد النقاط الأساسية للاجتماع والنتائج التي تم التوصل إليها من خلاله.. وأضاف سعد أن مصر باعتبارها مركز الشرق الأوسط يعود لها الفضل لطرح هذه المبادرة ومتابعتها وتنفيذها للمساهمة في المزيد من مبادرات الحوار بالتعريف بالآخر والتصدي للمظاهر المسيئة والسلبية مما يخدم مصالح الشعوب.. وتطرق السفير إلي مشروعات اجتماع تحالف الحضارات بالنسبة للشرق الأوسط، وأكد أن التحالف يدعو إلي الإسراع بالمفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل للتوصل إلي حل الدولتين ولإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للدوام والحياة في أمن وسلام.. وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية ،في كلمته، إن مصر لها دور بارز في بلورة فكرة تحالف الحضارات والإستراتيجية الإقليمية للتحالف في الأورومتوسطي، حيث أن هناك خطة مصرية قومية لتحالف الحضارات يتم متابعتها من عام 2007 وتستمر حتي عام 2012. وأكد أن وثيقة تحالف الحضارات وبيان الإسكندرية يعتبران إنجازا ضخما وخطوة أساسية في إطار مبادرات تحالف الحضارات، خاصة أن المقترحات والمشروعات التي تحتويها الوثائق سيتم اعتمادها في مالطا ليبدأ التنفيذ الفعلي في يناير 2011.. وأشار سراج الدين إلي أن تحالف الحضارات هو مبادرة قام بها رؤساء وزراء أسبانيا وتركيا ودعمتها الأممالمتحدة، من أجل تطوير مبادرات حوار الحضارات التي دعا إليها محمد خاتمي الرئيس الإيراني الأسبق، رداً علي أفكار سمويل هنتنغتون حول صدام الحضارات. وأكد أنه من هذا المنطلق، يعتبر الهدف الأساسي لتحالف الحضارات هو الانتقال من مرحلة الحوار إلي مرحلة التحالف، وخلق مناخ عام من التعاون من خلال استراتيجيات يمكن بلورتها إلي مشروعات حقيقية.. وأوضح أن هناك خلافات حقيقية اقتصادية واجتماعية وتعليمية بين الشعوب والحضارات، كما أنه هناك قضايا سياسية محورية يأتي علي رأسها قضية فلسطين وإسرائيل، وهي كلها قضايا لن نتمكن من حلها إلا من خلال حوار وتحالف الحضارات