ان وجود أجهزة الاتصال الحديثة والتقنيات الهائلة فيها وأجهزة الانترنت والفضائيات المختلفة ذات الابعاد والاتجاهات المتنوعة تمثل تحديا كبيرا في بعض الاحيان الي الاسرة بصورة خاصة والي المجتمع كله بصورة أعم واشمل في كيفية استخدامها، ومراقباتها. فالاسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولي التي ينشأ فيها الطفل ويتفاعل مع اعضائها، وبالتالي فهي تؤثر علي النمو الشخصي في مراحله الأولي وتعد المسئولة عن بناء الشخصية الاجتماعية والثقافية، بل ان تأثيرها ينفذ الي اعماق شخصية الفرد ويمسها في مجموعها. واذا كانت الاسرة ليست هي المؤسسة الاجتماعية الوحيدة المسئولة عن التنشئة الاجتماعية اذ اصبح هناك العديد من المؤسسات الاجتماعية الاخري التي تشارك في هذه العملية الا أنها تظل الاكثر أهمية خاصة في سنوات الطفولة. ولا شك ان دور الاسرة في التنشئة الاجتماعية اكتسب اهمية مضاعفة بالنظر الي عمليات التغير الاجتماعي المتسارع التي يشهدها العالم، ثم ما تطرحه العولمة علي الامة العربية من فرص وتحديات جديرة بالتأمل والدراسة. فللأسرة والمجتمع دور في تجنب مخاطر الانترنت واستغلال الفرص التعليمية والثقافية التي يتيحها من اجل اللحاق بركب التقدم من خلال الاطلاع المستمر علي احدث الاخبار، التجارب العلمية، الخ. ويمكن اجمال أهم الآثار السلبية للانترنت علي المجتمع كالتالي: أضرار نفسية: من ضمن مخاطر الانترنت اكتشاف مواقع تحث علي الكراهية والعنف، أو تشجع علي القيام بأعمال خطيرة أو غير قانونية أو تدعو للتمرد. فمن مساويء شبكة الانترنت ما تزخر به من مواقع تروج للافكار الهدامة والدعوات الخبيثة كان له اكبر الاثر - بالسلب - علي المجتمع. أضرار اجتماعية: حمل الانترنت مخاطر اجتماعية جدية، ومن هذه المخاطر فقدان التفاعل الاجتماعي حيث يخشي كثير من الباحثون ان يؤدي الانترنت الي غياب التفاعل الاجتماعي لان التواصل فيه يحصل عبر اسلاك ووصلات وليس بطريقة طبيعية. ويحتوي الانترنت علي ادوات قد تكون خطيرة - ان لم تستغل بدراية - مثل الدردشة، والمجموعات الاخبارية، ومجموعات المناقشة، والقوائم البريدية، والمنتديات، والتعرض للمواد المؤذية والافكار الهدامة. وهكذا يمكن القول إن هناك عددا من الاضرار التي قد يأتي بها الانترنت ما لم يستغل استغلالا آمنا، منها: اضاعة الأوقات، التعرف علي صحبة السوء، زعزعة العقائد والتشكيك فيها، تدمير الاخلاق ونشر الرذائل، التعرف علي اساليب الارهاب والتخريب، الغرق في الفساد، اشاعة الخمول والكسل، الاصابة بالامراض النفسية، اضعاف مستوي التعليم، التجسس علي الاسرار الشخصية. وعلي الصعيد الآخر هناك العديد من الايجابيات الخاصة بالانترنت تتمثل في: نشر العلم النافع والاخلاق الحسنة، معرفة العلوم الكونية والأخذ بأسباب التقدم والرقي، الاستفادة منه في الابحاث العلمية، التعرف علي احدث التقارير والدراسات والاحصاءات في مختلف المجالات، سهولة الاتصال بالعلماء لاخذ الفتوي عنهم والاستنارة بآرائهم، الاعلان عن محاضرات العلماء ومتابعتها عبر الانترنت. هناك الكثير من الأساليب التي تهييء لحماية الاطفال من التعرض للمواقع الاباحية وغيرها من المواقع غير المناسبة علي الانترنت.. ومن هذه الأساليب التعرف علي البرامج التي تتيح الرقابة الابوية علي الانترنت واستخدامها لمنع برامج ومواقع معينة. استخدام خيار تخزين ملف بعناوين المواقع التي تزار علي الانترنت وتحقق منها مرة اسبوعيا علي الاقل. تأكد من معرفتك للمواقع التي يدخلها اطفالك والوقت الذي يقضونه فيها. توعية الابناء باستخدام الانترنت كمصدر للتعلم وليس كجهاز للتفاعل. حيث ان قيمة الانترنت كلها تكمن في الجانب التعليمي الثقافي. عدم الكشف عن الرقم السري للاتصال بالانترنت لأي شخص بغض النظر عمن يكون أو عمن يدعي كونه. ويجب علي الأبناء مراعاة الآتي: عدم التصريح بأية معلومات شخصية، عدم ارسال صور لنفسك أو لأي احد من افراد عائلتك ابدا عبر الانترنت، عدم مواصلة أي حديث يشعرك بعدم الارتياح مع اي شخص علي الانترنت، عدم قبول عروض لمنتجات أو أية فرص اخري تتلقاها عبر الانترنت بدون موافقة صريحة من والديك، عدم الكشف عن عنوان سكنك لاستلام منتج ما بالبريد. تعرف الشبكات الاجتماعية بأنها مواقع تتشكل من خلال الانترنت وتسمح للافراد بتقديم لمحة من حياتهم العامة، واتاحة الفرصة للاتصال بقائمة المسجلين والتعبير عن وجهة نظر الافراد أو المجموعات من خلال عملية الاتصال، وتختلف طبيعة التواصل من موقع لآخر. يلاحظ سرعة التغيرات التي تطرأ علي هذه الشبكات، وارتباط تحولاتها بصناعة البرمجيات التي تتطور في عالمنا بشكل ملحوظ، بالاضافة الي كثرة المتفاعلين في سياسات الشبكات الاجتماعية، وكثرة الافراد الذين ينضمون اليها يجعل احصاء العام الماضي شيئا تجاوزه الزمن. ويشكل هذا المجتمع الافتراضي مجال نمو الشبكات الاجتماعية ويشكل الفضاء المعلوماتي الحيز والاطار الذي يتم في سياقه تجميع خيوط الشبكات الاجتماعية. كاتب المقال : رئيس البرنامج القومي لدعم الاصلاح التشريعي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء