دعا وزير الخارجية العراقي الولاياتالمتحدة إلي مساعدة الساسة العراقيين علي تشكيل الحكومة الجديدة، وقال إن عجزهم عن تحقيق ذلك أحدث فراغا قد يتفاقم. وقال هوشيار زيباري خلال زيارة لواشنطن إن الولاياتالمتحدة يمكنها مساعدة الساسة العراقيين في الخروج من هذا المأزق. وأضاف "نحن نعتقد أنه يوجد دور لمزيد من المشاركة من أجل المساعدة والتشجيع والتسهيل، لا لتحديد واختيار الحكومة القادمة أو رئيس الوزراء القادم، ولكن حقا للاضطلاع بدور أكبر في هذه العملية".ورفض زيباري أن يوضح بدقة ماذا يريد من واشنطن أن تفعله. وفي الوقت نفسه, سلمت القوات الامريكية امس معسكر كروبر وهو آخر معتقل تشرف عليه الي السلطات العراقية. ويأتي هذا التسليم كجزء من خطط خفض القوات الامريكية الي 50 الف عسكري في نهاية اغسطس المقبل تهيئة للانسحاب الامريكي الكامل نهاية العام القادم.وأكد المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن القوات الأمريكية سلمت سلطات بلاده 62 مسئولا عراقيا كانوا محتجزين لديها بينهم نائب رئيس الوزراء الأسبق طارق عزيز. وقال الدباغ إنهم نقلوا إلي سجن الكاظمية الذي تديره وزارة العدل العراقية قبل يوم من تسليم سجن كروبر.وأضاف الدباغ أن بين هؤلاء المعتقلين عبد حمود السكرتير الشخصي للرئيس المخلوع صدام حسين ومحمد زمام وزير الداخلية السابق وعامر محمد رشيد وزير النفط السابق. وأشار إلي أن 200 معتقل آخرين من كبار مسئولي النظام السابق سيبقون في قسم يخضع إلي إجراءات أمنية مشددة في معسكر كروبر بعد نقل المسئولية الأمنية فيه للقوات العراقية. وقال بوشو ابراهيم وكيل وزارة العدل العراقية ان سلطان هاشم وزير الدفاع العراقي الاسبق وحسين رشيد محمد سكرتير القيادة العامة للقوات المسلحة خلال النظام العراقي السابق لم يسلما بعد الي السلطات العراقية. واضاف أن نحو 1600 شخص اعتقلتهم القوات الامريكية واتهموا بالقتال الي جانب الجماعات السنية المتشددة أو الميليشيا الشيعية سينقلون الي سيطرة السلطات العراقية بعد تسليم معسكر كروبر.وباغلاق معسكر كروبر سينتهي فصل مثير للجدل من الاحتلال الامريكي للعراق. وفي عمان, اكد زياد نجل عزيز ان السلطات العراقية أودعت والده في سجن الكاظمية في بغداد بعد تسلّمه من القوات الأمريكية قبل ثلاثة أيام أي يوم الأحد الماضي. واتهم الأمريكيين بمحاولة قتل والده عبر الإهمال الطبي المتعمد للتخلص من عبء المعتقلين.وأوضح أن عائلته فقدت الاتصال به لعدم وجود وسائل اتصال في السجن الذي أودع فيه "كما أن الزيارات محددة بزيارة واحدة في الشهر مرة للنساء ومرة أخري للرجال.وكان محامي عزيز أكد أنه تلقي اتصالاً من عزيز أبلغه فيه بأنه سلم إلي الجانب العراقي وهو حالياً في سجن الكاظمية في بغداد معتبرا أن "ما قام به الجانب الأمريكي انتهاك لميثاق الصليب الأحمر الذي لا يجيز تسليم موكله إلي خصومه". وكان عزيز (74 عاماً) المسيحي الوحيد في فريق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والواجهة الدولية للنظام. وبذل جهوداً كبيرة مع عواصم أوروبية لمنع الغزو العراقي.وقام بتسليم نفسه للقوات الأمريكية في 24 أبريل 2003 بعد أيام علي دخولها بغداد. وتطالب عائلته علي الدوام بإطلاق سراحه بسبب وضعه الصحي المتدهور. وميدانيا, قتل ثمانية اشخاص بينهم اربعة من رجال الشرطة العراقية واصيب 14 اخرون في هجمات متفرقة بالعراق احدها بسيارة ملغومة استهدفت دورية للشرطة في شارع تجاري مزدحم بوسط مدينة تكريت شمال بغداد. واستؤنفت الرحلات الجوية بين السعودية والعراق حيث هبطت اول طائرة نقل سعودية في مطار البصرة بعد انقطاع استمر 20 عاما.